بقلم: حسين علي غالب*
وصلني مجلد مجاني عن الاستثمار في دول أمريكا اللاتينية باللغة الانكليزية عبر بريدي الالكتروني ، حيث يوصف مجالات الاستثمار المتنوعة وجميعها مغرية للغاية، والميزات التي يحصل عليها المستثمر برأس مال صغير جدا قد يقارب ثمن سيارة جديدة كمبلغ خمسة وعشرين ألف دولار وأكثر.
شعرت بالحزن الشديد فعالمنا العربي لا يقدم أي شيء للمستثمر رغم حاجتنا الشديدة له، جزء كبير من مصانعنا التي تعمل قديمة وبالية وتقدم منتجات متواضعة أغلبها غذائية ،ومصانع أخرى قررت حكوماتنا إلى تعطيلها وأصبحت خردة بلا فائدة وسرح عمالها وبناياتها أصبحت بيوتا لكلاب وقطط الشوارع ، أراضينا لا هي مزروعة ولا مبنية وأن حلمت بالحصول على قطعة أرض فجهز مبلغ فلكي ، وإجراءات قانونية لها أول وليس لها أخر لكي تبني وتمد لها الكهرباء والماء .
بالمختصر ما أن يأتي أحد عندنا إلا نلعب به ، ونقذفه ككرة بين هذه الوزارة وتلك الدائرة ، نظرتنا ضيقة للغاية فقط إلى المستثمر المحلي أما الخارجي فليس في حساباتنا ، وهناك دول نامية الآن بدأت بالظهور فيها مستثمرين ورجال أعمال وخبراء لم نعرفهم بدولنا ولا بما نملك من خيرات طبيعية ومن مكان حيوي في الشرق الأوسط ،وأذكر أنني ذهبت مع صديق لي من الجنسية الأسيوية إلى الملحق التجاري لأحد الدول العربية ، وسأله سؤال بسيط للغاية وهو "ما الذي سوف أحصل عليه أن استثمرت عندكم " ، فنظر إليه الملحق التجاري باشمئزاز وجئته الإجابة صادمة : " سوف نعطيك إقامة سنة ،وتجدد لك ما دام مشروعك قائم " ، خرج صديقي مصدوما من تفاهة الجواب الذي حصل عليه.
من يسعى لجذب للاستثمار عليه أن يفتح كل الأبواب للمستثمر لا أن يقدم له أمور سخيفة غير مغرية له ، تركيا وإسرائيل حازت الآن على جزء مهم من الاستثمارات التي يجب أن تحصل عليها دول العالم العربي بسبب سهولة القوانين والميزات والشفافية فتركيا على سبيل المثال من يشتري فيها عقار باهظ يحصل على جنسيتها ، وإسرائيل أي منتج تصنعه ويسجل باسمها فأنها تحافظ عليه تجاريا وتسوقه عالميا.
* كاتب فلسطيني مقيم في بريطانيا