بقلم: بروفسور حسين علي غالب بابان
سيل من التصريحات و كلهما يصبان في أمرين
لا ثالث لهما من قبل اعداءنا ،وهما التهجير والإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وكنا في
السابق نحاول أن نقنع أنفسنا بـ "حل الدولتين" حتى لو شكليا لكن حتى هذا
الخيار بات غير مطروح الآن من قبلهم هم أنفسهم ،رغم أنهم كانوا في السابق يدعون
أمام العالم أنهم متمسكين به ، لكن تبين أنها كانت خدعة قذرة لإضاعة الوقت ولقد
صدقها بعض الفلسطينيين وعلى رأسهم "السلطة الفلسطينية" الغارقة بمشاكل
مستعصية أهمها الفساد والمحسوبية وباتت لا تسأل حتى عن مصيرها الذي بات قاب قوسين
وأدنى من التلاشي والاختفاء.
الفلسطينيين باتوا بين "فكي
كماشة" ،وكلهما يهدف إلى القضاء التام والكلي على القضية الفلسطينية ، وزير
يدعو إلى إلقاء قنبلة ذرية على الفلسطينيين ،وأخر يتصل بدول حول العالم ومنها
"عربية" وبشكل علني من أجل أن يتخلص من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين
خصوصا سكان قطاع غزة ، وبعض المحللين من الدول العربية القريبة من فلسطين قال مازحا
في برنامج تلفزيوني مشهور "كم سوف يعطوننا مقابل كل فرد" ، وطبعا أمريكا
الداعم والمؤيد الأول والجاهز للموافقة على أي قرار مهما كان المهم أرضاء
"طفلها المدلل " في المنطقة.
ما يجري الآن على أرض الواقع عملية "كسر
الإرادة" ، وصدقا الجانب الفلسطيني معروف بصبره الشديد وقدرته الجبارة على
التحمل ،أما اعداءنا فأنا أتابع اعلامهم وأجد خوف وهلع ومظاهرات لم تتوقف منذ أكثر
من مائة يوم و أقتصاد منهار وجيش وضعه المعنوي والنفسي مهزوز .
الكرة الآن بالنسبة لي باتت في ملعب "القوة
الضاربة الفلسطينية" ،فهم من سوف يضع "النقاط على الحروف " و
يقلبوا الطاولة رأسا على عقب على أعداءنا ، لأن لهم تأثير أساسي ورئيسي على الرأي
العام داخل الكيان ، فقد ينسى البعض أن "القوة الضاربة الفلسطينية" طوال
مسيرتها النضالية المشرفة أكثر من مرة جعلت أعداءنا يتراجعون مائة وثمانين درجة عن
قرارات أرادوا اتخاذها رغما عنهم لأنهم وبكل بساطة "جبناء".
في وقتنا الحاضر الاحصائيات المختلفة تذكر أنه
في داخل الكيان المجتمع منقسم إلى نصفين بين مؤيد ورافض لما يحدث ، وأن زادت حدت
الضربات التي تصل إلى عمق الكيان وإلى قوات العدو العسكرية ،فأنا متأكد أن النسبة
سوف تتغير كثيرا ويصبح عدد الرافضين أكثر مما نتخيل ،خصوصا أن المقاطع المصورة لـ
"القوة الضاربة الفلسطينية" تركت أثرا عند الكبير قبل الصغير ، ونجحت
نجاحا باهرا في بث الرعب والذعر في صفوف المجتمع ،ولهذا باتت مستوطنات كثيرة عبارة
عن مدينة أشباح خالية من السكان خصوصا القريبة من غلاف قطاع غزة ، ولهذا ليحاول
أعداؤنا فعل كل شيء فلن ينجحوا ، وهم يحاولون منذ عدة عقود ولكن الشعب الفلسطيني
البطل متشبث بأرضه كأشجار الزيتون الذي زرعها أجدادهم .