بقلم: حسين علي غالب
ماتزال الأخبار تأتينا عبر وسائل الإعلام العالمية عما تسمى بـ(صفقة القرن)، وآخر خبر قرأته بأن أحد أهم بنود هذه الصفقة أنها سوف تنسف كل شيء يتعلق بحق العودة للشعب الفلسطيني المتواجد في مختلف دول العالم وعلى الأخص في الدول العربية المجاورة له، وإعطائهم جنسية محدَّدة يتم الاتفاق والإعلان عنها بشكل رسمي، أو أن يتم تجنيسهم في الدول التي يقيمون فيها، ويغلَق الموضوع إلى الأبد ولا نقاش عنه بعد ذلك.
شيء مضحك حقاً، وكأن العالم مصاب بمرض النسيان أو أنه جاهل بالحقائق التاريخية وبمجريات الأحداث، فرغم حملات الهجرة وخروج كمٍّ هائل من الفلسطينيين وعلى الأخص إلى الدول الأوروبية ودول أميركا اللاتينية، إلا أنهم معتزون بهويتهم، وهم يشكلون قوة ضغط هائلة ضد الهيمنة الصهيونية، ولن ينسوا قضيتهم وحقوقهم.
إن عملية الابتزاز التي تجري حالياً من فرْض عقوبات على السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كإلغاء التمويل وإيقاف الدعم الغذائي والدوائي، لن يساهم في قبول هذه الصفقة وتنفيذ أحد بنودها بإلغاء حق العودة، فالشعب الفلسطيني مدرك لهذه اللعبة، ولقد عاش تجارب كثيرة أشد قسوة من هذه ولم يضعُف أو يستسلم أو يتنازل، بل على العكس مايزال الفلسطينيون يملكون حب الحياة والمواجهة، وكل يوم يثبتون للقاصي والداني قوة صلابتهم دفاعاً عن أرضهم وحقوقهم المشروعة.
كلما أفكر بهذه الصفقة أجدها صفقة غبية وخاسرة، وتجربة أميركا معنا مليئة بالفشل، وأنا كنت أحد الشاهدين على فشلها في وطني العراق حينما خرجت منه، وهي مُثقَلة بالجراح تجر ذيول الهزيمة والندم على فعلتها.