مواطنون: نوابنا لم يحققوا ما وعدوا به.. تقرير تلفزيوني الآلاف يخرجون في لندن لوقف الحرب على غزة افتتاح مقر حزب نماء في محافظة جرش "ضريبة الدخل": غرامات تتراوح ما بين 100 – 500 دينار على من يتأخر بتقديم اقرارات الضريبة اكاديمي متخصص: الزيارات الملكية للمواقع الأثرية إشارة لضرورة الاهتمام بالسياحة.. فيديو انطلاق فعاليات المؤتمر المعماري الاردني الدولي السابع رئيس الديوان الملكي يفتتح مشاريع مبادرات ملكية في محافظة إربد زين راعي الاتصالات الحصري لسِباق ألترا ماراثون البحر الميت الامانة تعلن طوارئ متوسطة للتعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة الأشغال تنهي أعمال فتح وتعبيد طريق كثربا-الأغوار المرصد العمّالي: مستوى تطبيق معايير السلامة والصحة المهنية في الأردن ضعيف امين عمان يعلن 15 آيار بدء التشغيل التجريبي للباص سريع التردد عمان الزرقاء نتائج "ميتا" الفصلية تتجاوز التوقعات .. والسهم يربح 4.7 دولارات مصر.. جديد واقعة طفل شبرا منزوع الأحشاء لم تعد كما عُرفت.. حصة المياه اليومية تخلق جدلاً

القسم : بوابة الحقيقة
حسابات مصلحية في أزمات المنطقة
نشر بتاريخ : 9/3/2017 6:28:00 PM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

سيأتي اليوم الذي ستظهر فيه الحقيقة .. حقيقة ما يجري على الساحتين السورية والعراقية من حروب واقتتال بحجة محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية ، التي تحولت الى حجة واهية بعد ان جرى توظيفها من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المتصارعة في تحقيق مصالحها الخاصة ، وفقا لاسس وحسابات مصلحية (ميكافيلية ) في تبرير انحطاطها وانحدارها الأخلاقي والقيمي والحضاري والانساني ، وهي ترتكب افظع الانتهاكات والممارسات الجرمية الوحشية تنفيذا لمخططات ومؤامرات نفوذية توسعية غاياتها وأهدافها تبرر وسيلتها القمعية البشعة ، ومتى .. ؟ في عصرنا الحديث الذي اوهمونا انه عصر الحضارة والاخلاق والقيم الإنسانية والأخلاقية التي حمل لواءها الغرب بشعاراته المزيفة الكاذبة حتى بات قتل النفس البشرية هو الهدف الاسهل القابع خلف شعاراته المشبوهة . يدعون محاربة الإرهاب في سورية والعراق مع ان هذا (الطعم ) لاصطياد الفريسة يقبع في اخر اجنداتهم المصلحية ، إذ لا احد يستهدف هذه الافة الخطيرة التي تحولت الى أداة ( تسترية ) تخفي اكثر واعظم مما تظهر ، تنفيذا لسيناريوهات شيطانية رسمت واعدت في غفلة من أصحاب الأرض التي تجري فيها معركة المصالح والنفوذ في توظيف خبيث لما يسمى بالإرهاب ، حتى اذا ما تم استهداف منطقة جغرافية معينة في الدول التي تشهد الحروب والصراعات تم التمهيد لذلك عبر تأمين الطرق والممرات الامنة للتنظيمات الإرهابية للسيطرة عليها واحتلالها ، عندها تنطلق العمليات العسكرية وتتحرك الجيوش النظامية التابعة للأطراف المحلية والإقليمية والدولية التي اعدت هذه السيناريوهات المضللة والخادعة ، لتحكم سيطرتها على هذه المناطق بعد تحريرها من التنظيمات الإرهابية ، التي عليها اخلاء هذه المناطق والتوجه الى مناطق أخرى وفقا للخطة والدور المطلوب منها ، فالهزيمة بالنسبة لهذه التنظيمات تعني الانتقال الى محطة جغرافية أخرى حسب الخارطة ( النفوذية ) المعدة لذلك .

من هنا يمكننا ان نقرأ الصفقات التي عقدها تنظيم حزب الله الذراع العسكرية الطائفية لإيران في لبنان وسورية مع مسلحي القاعدة وفتح الشام ( جبهة النصرة سابقا ) التي تقتضي بالسماح لهؤلاء المسلحين بالخروج من الحدود اللبنانية ـ السورية ( القلمون الغربي وعرسال ) الى الحدود السورية ـ العراقية ( دير الزور ) والحدود السورية ـ التركية ( محافظة ادلب ) لمهاجمتها بحجة محاربة الارهاب من خلال ممرات أمنة تخترق هذه مساحات جغرافية واسعة وعلى مرأى من القوات الأميركية والروسية والإيرانية والتركية والسورية والتحالف الدولي والعالم اجمع . ما يعيدنا الى توظيف ايران لادواتها وميليشياتها الطائفية ممثلة بحزب الله والحشد الشعبي وغيرها  من الميليشيات في تمكين التنظيمات الإرهابية من احتلال المناطق السنية تحديدا في سورية والعراق ، ومن ثم تطهيرها طائفيا باحلال المكون الشيعي محل المكون السني بعد ان تكون ايران قد  حررتها من هذه التنظيمات !! .

وهكذا هي لعبة الأدوار وتقاسم النفوذ بين اطراف الصراع في دول المنطقة التي تشهد أزمات وصراعات داخلية . فالولايات المتحدة ترى في المنطقة وسيلة لتأكيد احقيتها بقيادة المنظومة الدولية وضمان أمن إسرائيل  من خلال تدمير دول عربية مؤثرة كسورية والعراق وتقسيمها على أسس طائفية وعرقية ، وروسيا تسعى الى استرداد هيبتها ومكانتها الدولية والوصول الى المياه الدافئة وسواحل البحر المتوسط لضمان احتكارها لتصدير الغاز الى دول أوروبا ، وايران تستهدف تأمين مشروعها البري الاستراتيجي من حدودها الى لبنان والبحر المتوسط عبر الأراضي العراقية والسورية ، واحكام سيطرتها الطائفية في المنطقة ، وتركيا تريد ضمان تمددها الإقليمي وتحقيق مصالحها وتأكيد حضورها ونفوذها كقوة إقليمية ، بينما بقية الأطراف هي مجرد أدوات في خدمة مصالح الأطراف الخارجية الإقليمية والدولية . فالكل يمارس دوره في لعبة تقاسم النفوذ في المنطقة ، ويصفق للانتصار بما في ذلك المهزوم !! .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023