بدء تنفيذ سحب مياه سد كفرنجة وتحليتها بـ 14 مليون دينار 100 شاحنة جديدة تعبر من الأردن لغزة صدور مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو

القسم : مقالات مختاره
أبو زُمّيرة، وأشياء أخرى!
نشر بتاريخ : 6/14/2017 12:29:28 PM
حلمي الاسمر

حلمي الأسمر

لا أدري على وجه التحديد سر استمتاع بعض السائقين بإطلاق زوامير سياراتهم «ع الحامي والبارد» بمناسبة وبغير مناسبة، علما بأن صوت التنبيه هذا تم اختراعه ليقوم بمهمة تنبيه السامعين بأن ثمة حدثا جللا وقع أو على وشك الوقوع، ومن باب التزام السامع بهذا التعريف، فهو يتوقع في كل مرة يسمع فيها انطلاق الزامور أن هناك كارثة حصلت، أو قد تحصل، وتخيلوا حين يستمع في الدقيقة الواحدة لعشرات التنبيهات، ماذا يمكن أن يحصل لجهازه العصبي، إن صدق أن كل زامور يحذر من وقع كارثة، هذا يعني ببساطة أن البلد تطربقت على رؤوس أهلها!

شخصيا، أشعر أن من يطلق الزامور ورائي وكأنه يلكزني، أو ينخزني بعصا، وأحيانا أشعر أنه كناية عن شتيمة من العيار الثقيل، ويكون مقرونا بشيء من السباب والبصاق، والرغي والزبد، أما أكثر زامور يستفزني فهو تلك الجوقة من الزوامير التي يطلقها «العازفون» عند اللحظات الأولى من تغير لون إشارة الأمور من الأحمر إلى الأخضر، حيث أتخيل أن من يطلقون الزامور في حرب، وأيديهم على مكابس إطلاق الصواريخ من طياراتهم لتصيب أهداف العدو!
في يوم ما منذ سنوات، جربت أن أعد كم زامورا يطلق في الدقيقة الواحدة في القاهرة، وأذكر أنني عددت للستين ونيف، ثم توقفت عن العد، قبل أن تنتهي الدقيقة!

زرت اسطنبول وطهران وقم، وبكين، وإسلام أباد، وكوالالمبور، وصوفيا، ومدريد، ودبي، وابو ظبي، وعدد آخر من عواصم الدنيا، وتمنيت أن أستمع لصوت منبه السيارة ليس من باب حب الاستماع إليه، بل من باب أن سكان تلك البلاد مثلنا، فلم يفعلوها، في حين أن ثمة عواصم عربية، ومنها عمان بالطبع، ترى في إطلاق منبه السيارة نوعا من التقليد الوطني، والفلكلور الشعبي، الذي لا بد من الحفاظ عليه، كمكون أصيل من مكونات الشخصية العمانية، وياعيني على هذا التقليد في شهر الخير رمضان(!) حيث يصبح الزامور كناية عن إطلاق سيل من الشتائم شمالا ويمينا، تعبيرا عن الضجر من الجوع أو العطش أو الحاجة للنيكوتين!

أعتقد أننا بحاجة ماسة لرفع نسبة الديسبل (وهي وحدة قياس الضجيج) في جو عمان، لننتزع لقب «أكثر العواصم ضجيجا» من الشقيقة القاهرة، إذ لا يليق بعمان وهي تحوي كل هذا العدد من مطلقي الزوامير، أن لا تكون في مقدمة عواصم الدنيا، الأعلى ضجيجا، وزوامير!

(بالمناسبة، هبيلة الحارة كان يلجأ غالبا لاقتناء زميرة، للتعبير عن نفسه، وغالبا ما كان يسمى أبو زميرة!)
-2-
هذا فيما يتعلق بثقافة التزمير وب «أبو زميرة»..

أما «الأشياء الأخرى» فهي متعلقة بتلك الفرقة التي رعتها وروجت لها واستماتت في الدفاع عنها وزيرة السياحة، فيما ألغاها ومنع إقامتها وزير الداخلية، كأن الإثنين ليسا في بلد واحد، ولا حكومة واحدة!

لا يعنيني كثيرا لا الحماس لإقامة «الفعالية» ولا إلغاؤها، لأنني لست من رواد مثل هذه الأنشطة، ولا أعتقد أن المنع أو عدمه له دلالة عميقة من حيث الورع والإيمان في هذا الشهر الفضيل، ولكن ما يعنيني واستوقفني طويلا، مدى انسجام الفريق الوزاري وتناغمه إلى درجة تنازع وزيرين واختلافهما على الملأ، والله أعلم ماذا يجري من خلاف في الخفاء..

صحيح أن الاختلاف في الرأي علامة صحة وحيوية، لكن الاختلاف في القرارات ليس كذلك، ولنا أن نتخيل فداحة الأمر فيما لو انسحبت حالة الفرقة إياها على بقية قرارات الحكومة، وكيفية إدارة البلاد!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023