بقلم: خوله كامل الكردي
لطالما كانت " إسرائيل"
الدولة المدللة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام، وهذا يفسر
الكبر والصلف الذي تتعامل به مع أي دولة أو كيان يخالفها، تعتبر نفسها دولة فوق
القانون بل إن القانون لم يخلق لها، لأنها تؤمن بأن شعبها شعب الله المختار! يجوز
له ما لا يجوز لأي شعب من شعوب العالم، فمصالح الغرب هي الحكم في علاقتها بدولة
الاحتلال، لذا أي خطوة أو عمل تقوم به " إسرائيل" مبرر وتحت عنوان
الدفاع عن النفس، في حين لو دافعت المقاومة الفلسطينية عن شعبها وأرضها، وصمت
بتهمة الإرهاب، وكل مقاوم هو إرهابي مهدور الدم، والإدارة الأمريكية على مدى عقود
لم يصدر منها تصريح واحد، يبرر للفلسطيني مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وما يصدر
منها إلا تصريحات جوفاء لا تغير من الواقع شيئاً، ومن حقيقة وجود احتلال يجثم على
قلوب الفلسطينيين والعرب، وهو منبع قلق وعدم استقرار في منطقة الشرق الأوسط.
والمطلع على الأحداث يذهله التمادي
والاستهتار بأرواح الفلسطينيين، الذي تقوم به دولة الاحتلال، والكبر الذي استشرى
كالوباء بين أفراد المجتمع " الإسرائيلي"، ووفق استطلاعات الرأي أصبح
المجتمع "الإسرائيلي" يميل بصورة كبيرة إلى العقلية القبلية التي تؤمن
بالثأر والانتقام والحقد على كل ما هو غير يهودي، وهذه العقلية هي من تدفع حكومة
نتنياهو اليمينية المتطرفة نحو مزيد من القتل والدمار في غزة ولبنان، مجتمع يشجع
حكومته على ارتكاب الجرائم والمجازر وتبارك له سياسة الاغتيالات، ظنا منهم جلب
الأمن والاستقرار لدولتهم المزعومة، ولا يدركون انهم بتلك الأفعال العدوانية
يقودون شعبهم إلى حرب إقليمية شاملة، يكون فيه المجتمع "الإسرائيلي"
الخاسر الأول.
لم تكن في يوم القوة الطاغية المتجبرة
هي الحل المنطقي، لجلب السلام والأمن لأي مجتمع، وإذا ألقينا نظرة على المجتمع
" الإسرائيلي" في هذه الأوقات، نجده منتشي بما يحصل من فظائع وانتهاكات
تقوم بها حكومته، معتبراً ذلك نصراً على أعداء "إسرائيل" ضد محور الشر الذي ابتدعته الولايات المتحدة
عقب أحداث الحادي عشر من أيلول، يشعرون بالغرور خاصة بعد اجتياح غزة وتدميرها وقتل
ما يربوا عن أربعين ألف شخص بريء، وما يزيد عن ألف لبناني مدني، ناهيك عن ترويع
الآمنين وقتل أي معلم للحياة، بالإضافة إلى سلسلة من الاغتيالات التي طالت أمين
عام حزب الله حسن نصر الله والكثير من القادة، وضرب ميناء الحديدة ومطار اليمن، في
سياسة اضرب أعداء " إسرائيل" كي يرتدعوا، ويقبلوا بالأمر الواقع الذي
سنخطه لهم بالتعاون مع شريكنا الاستراتيجي الولايات المتحدة والغرب المنافق.