لا يختلف المراقبون على أهمية الدور
الدبلوماسي والسياسي الذي يمكن أن تضطلع عليه الأردن في إرساء جهود الوساطة لإنهاء
الأزمة الخانقة التي تعيشها الدولة السودانية والشعب السوداني. فالدبلوماسية
الأردنية لها بصمة واضحة في الخارطة السياسية في الشرق الأوسط، وقد أثبتت جدارتها
في العديد من المواقف والأحداث السياسية التي تعرضت لها المنطقة العربية
والإقليمية.
الأردن كانت ولا زالت تنتهج الخط
الوسطي المعتدل في كل أزمة تواجه العالم خاصة في محيطها الشرق أوسطي، وبرزت معالم
الدور السياسي الأردني الهام في عدة قضايا أهمها القضية الفلسطينية واليمن والعراق
والقضية السورية، لما لمواقفها الثابتة تجاه وحدة العرب واستقرار الأمن فيها، ورفض
التدخل الخارجي بأي شكل من الأشكال.
التاريخ الدبلوماسي الأردني في الدفاع
عن القضايا العادلة والإنسانية مشهود له، وهي في مقدمة أولويات السياسة الأردنية
الداخلية والخارجية، ولا عجب أن تحوز الأردن على ثقة العديد من الأطراف العربية
والإسلامية والعالمية أيضاً للعب دور حيوي وفعال تجاه كافة القضايا.
المأمل أن تقوم الأردن بدور نشط في
إرساء السلام والأمن في السودان، فهي مؤهلة للقيام بهذا الدور خير قيام لما لها من
رصيد طويل في مضمار التشجيع على المصالحة بين الأطراف المتنازعة، فالصراع
السوداني- السوداني لا يمكن وضع حد له، إلا بجمع الفرقاء على طاولة الحوار الوطني
البناء والجاد. فبوصلة الأردن دائماً تتجه نحو مساعدة الأخوة العرب في كل قضية
تواجههم ، فمنذ اندلاع الأزمة السودانية سارعت الأردن إلى مد يد العون والمساعدة
بإرسال طائرات إغاثية محملة بمساعدات ومعونات للتخفيف عن الشعب السوداني، وتسيير
طائرات لنقل العالقين من الأردنيين والعرب والأجانب. فتلك هي غاية الأردن ولن تحيد
عنه ابداً، لأنها تربية وطنية أصيلة خطها الأجداد والآباء.
الأزمة السودانية الداخلية من الضروري
إيجاد الحلول المناسبة لها، حتى لا تتهاوى الأوضاع إلى طريق مسدود يصعب معه حل
الأزمة! مما يجعل الشعب السوداني يقف أمام خيارات صعبة وقاسية عليه، تضعه في
الزاوية مما يؤثر وبصورة سلبية على حياته المعيشية والاقتصادية والاجتماعية
والتعليمية والصحية.
تستطيع الأردن بتاريخها الحافل
بالإنجازات السياسية والدبلوماسية والإنسانية منذ ولادة الدولة، أن تأسس لمصالحة
وطنية سودانية يفخر ويعتز بها كل أردني وعربي.