قوات الاحتلال تعتقل 25 فلسطينيا من الضفة وارتفاع عدد المعتقلين إلى 8575 معتقلا الشهيد "أسدُ المنابر" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي جنود الاحتلال يطلقون النار على فتاة في القدس بزعم تنفيذها عملية طعن صحيفة عبرية: الجيش و"الموساد" و"الشاباك" توافقوا على تقديم تنازلات بعد الفشل بغزة الاحتلال يخطر بهدم خمسة مساكن شمال غرب أريحا وزارة الداخلية: إحالة ‏عطاء إصدار جوازات السفر الأردنية الإلكترونية الفيصلي والوحدات يلتقيان سحاب ومغير السرحان بكأس الأردن غدا الكهرباء الوطنية تسعى لرفع نسبة توافرية شبكة النقل الى 99.96 % عام 2026 "سي إن إن": التوصل إلى صفقة تبادل قد يستغرق عدة أيام من المفاوضات أمن الدولة تغلظ عقوبة 5 تجار مخدرات وتضعهم بالأشغال المؤقتة لـ20 عاما اعتقال شابة.. اغلاق أبواب الأقصى والبلدة القديمة 3 شهداء بغارة للعدو على منزل جنوب لبنان وزيرة الاستثمار: الأردن يوفر كل التسهيلات اللازمة للاستثمارات العراقية حماية المستهلك تطالب بسقوف سعرية للدجاج الطازج صالون السبت الثقافي يستضيف وزيرة التنمية الاجتماعية رئيسة اللجنة الوزارة لتمكين المرأة

القسم : مقالات مختاره
لماذا نحتاج لانتخابات نزيهة؟
نشر بتاريخ : 8/24/2016 1:15:36 PM
حلمي الاسمر
حلمي الأسمر

هناك اعتقاد قد يرقى إلى درجة كبيرة من اليقين، بأن ثمة أسبابا وجيهة تدفع باتجاه إجراء انتخابات نيابية في الأردن وفق أقصى حد ممكن من النزاهة، في ظل الظروف الموضوعية والذاتية المتاحة، هذه الأسباب تفرضها اعتبارات المكان والزمان، ويمكن استعراضها هنا بشيء من التفصيل..

أولا/ لا يخفى أن هناك ضغطا كبيرا من غير جهة على الأردن، باتجاه اتخاذ قرار بإخراج جماعات ما يسمى «الإسلام السياسي» من دائرة الشرعية، وإلحاقها بقائمة التنظيمات الإرهابية، وهذا الضغط يأخذ أحيانا شكلا قاسيا حدا، خاصة حين يُربط بتقديم مساعدات للأردن المنهك اقتصاديا، ويبدو أن هذا الضغط بلغ درجة غير محتملة، الأمر الذي سرع بتحديد موعد للانتخابات النيابية، لتجري بالقدر الممكن من النزاهة، لإثبات الحجم الحقيقي لتلك الجماعات، وهو حجم لا بأس به، وذو تأثير كبير في المجتمع المحلي، ولا شك ان إظهار هذا الحجم، خاصة لمن يضغط باتجاه إخراج أتباعه من دائرة الشرعية، يشكل سببا كافيا لتخفيف هذا الضغط، ولإثبات أن خطوة من هذا القبيل تهدد الجبهة الداخلية وتمس بالاستقرار المجتمعي، وبالتالي تعفي الأردن من الاستجابة لتلك الضغوط.

ثانيا/ تجارب الانتخابات السابقة شابها كثير من التشويه، وإلحاق الأذى بهيبة الدولة، جراء ما قيل، ويبدو أن هناك رغبة حقيقية في وقف التآكل في المصداقية، وبالتالي الهيبة، عبر إجراء انتخابات بمواصفات جديدة، تُرضي المشاركين فيها، وتعرفهم بحجمهم حقيقة لا وهما، كما ترضي أيضا الدول المانحة التي تربط مساعداتها عادة بمستوى معين من الالتزام بمعايير خاصة، منها مدى تحقيق قيم الديمقراطية والنزاهة والشفافية، وما يشابهها من اشتراطات..

ثالثا/ بدا أن أداء مجالس النواب السابقة لم تكن على المستوى المأمول من القوة والتأثير، حتى أن هذا الأمر انعكس سلبا على صورة المجلس النيابي كله، ومدى احترام المواطن العادي له، وبالتالي على مدى تفاعله ومشاركته في العملية الانتخابية، إلى حد كادت عملية المقاطعة تصبح فعلا شعبيا أكثر منها قرارا سياسيا، بعد أن فقد المواطن أو كاد ثقته بكل منظومة الديمقراطية، لهذا تحتاج هذه المنظومة لإعادة بناء حقيقية، وهو أمر لن يتم بدون انتخابات أقرب للنزاهة، تفرز نوابا أقرب للإقناع، يعيدون بعضا من ثقة المواطن العادي بالمجلس النيابي، وهي ثقة تعيد بناء ثقته أيضا بمؤسسات الدولة ككل وتسهم في وقف التآكل في صورتها الإجمالية.

رابعا/ هناك وضع اقتصادي متفاقم إلى حد يثير القلق، وهناك بالتوازي حاجة لاتخاذ قرارات مؤلمة جدا، وهي تحتاج لرافعة شعبية، كي لا تثير ردود فعل غير «مستحبة» ولا يمكن تأمين مثل هذه الرافعة إلا بمشاركة «نواب الشعب» في عملية اتخاذ هذه القرارات، كي لا تبدو وكأنها نازلة على رؤوس الناس «من فوق»، لهذا يحتاج البلد لمجلس نواب له مصداقية شعبية، تمثل فيها جميع ألوان الطيف المجتمعي والسياسي.

لهذا كله، ولغيره من الأسباب، يحتاج الأردن لانتخابات بمواصفات جديدة، أقرب ما تكون لانتخابات 1989!
عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023