كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
مشاركة الأردن في مباحثات أستانا
نشر بتاريخ : 2/11/2017 12:40:22 PM
د هايل ودعان الدعجة
 
بقلم: د هايل ودعان الدعجة

تأتي المشاركة الأردنية في مباحثات أستانا الفنية في اطار الحديث عن ترتيبات لحل الازمة السورية ، بدعوة روسية بعد اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبد الله الثاني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، تقديرا للجهود الأردنية في مكافحة الارهاب ، وللدور المحوري الذي يلعبه الأردن في المنطقة ، بصورة جعلت منه مرجعية إقليمية يعتد بها في التعاطي مع ملفاتها وقضاياها . وبدا ان الرئيس بوتين الذي تربطه علاقات صداقة قوية ومميزة مع جلالة الملك ، والذي ترعى بلاده هذه المباحثات الى جانب تركيا ( وايران ) ، يدرك هذه الحقيقة التي كرست لديه القناعة بأهمية الاستعانة بالأردن والتنسيق معه بهدف إنجاح هذه الترتيبات ، خاصة في ظل الصعوبات التي تواجه تشكيل وفد المعارضة المعتدلة لمباحثات جنيف القادمة في العشرين من الشهر الحالي ، إذ يعول الرئيس بوتين في تجاوز هذه المعضلة على الأردن في التأثير ببعض فصائل المعارضة المعتدلة ، واقناعها للجلوس على طاولة المفاوضات في ظل وجود تنسيق واتصال للاردن معها من خلال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وقيامه بتدريبها ، خاصة جيش العشائر بهدف محارية التنظيمات الإرهابية في الجنوب السوري . إضافة الى امتلاكه قاعدة معلومات وبيانات استخباراتية واسعة عن المشهد السوري في اطار الجهود التي يبذلها حفاظا على أمنه وحدوده في ظل القلق الأمني الذي يساوره بعد تعاظم خطر التنظيمات الإرهابية واحتمالية تجمعها واقترابها من المناطق الحدودية الأردنية ـ السورية على وقع الخسائر والهزائم التي اخذت تتكبدها هذه التنظيمات في سوريا والعراق . وقد سبق لاطراف وقوى دولية ان طلبت من الاردن اعداد قائمة بأسماء التنظيمات الإرهابية في ظل خبرته ومعرفته في الملف السوري وقدرته على التمييز بين الفصائل الإرهابية والفصائل المعتدلة  . وسبق لروسيا ان تواصلت مع الأردن أيضا بشأن تنسيق العمليات العسكرية لمحاربة التنظيمات الارهابية في سوريا من خلال إنشاء آلية تنسيقية خاصة بهذه الغاية في عمان .

كذلك فان روسيا التي ترى بانها أنجزت المهمة بعد ان تمكنت من اخراج مقاتلي المعارضة السورية من شرق حلب ، وما رافق تدخلها بشكل عام في سوريا من احتجاجات من قبل اطراف إقليمية ودولية ، جعلها أكثر قناعة بأهمية مد جسور التواصل وإعادة التوازن لعلاقاتها مع هذه الأطراف خاصة بعد ان رأت ان هذا التدخل قد منحها فرصة استعادة مكانتها الدولية ، إذ حاولت استغلال هذه الأجواء وترجمتها على شكل تسوية سياسية ممثلة بمباحثات استانا ، وبالتالي فهي ترى بان انضمام دولة كالاردن تحظى باحترام الأطراف الدولية وتقديرها وثقتها الى هذه المباحثات من شأنه الاسهام في تعزيز فرص نجاحها ، وعكس صورة إيجابية عنها في ظل مكانة الأردن الدولية ، ودوره المميز في الموازنة بين الأطراف ذات العلاقة بالازمة السورية . إضافة الى ادراك القيادة الروسية الى أهمية وجود وسيط بينها وبين الولايات المتحدة على خلفية التقارب والتعاون بين البلدين بشأن التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط ، ومنها الملف السوري بطبيعة الحال ، وان خير من يقوم بهذا الدور هو الأردن ، وذلك استنادا الى المكانة الرفيعة التي يحظى بها جلالة الملك لدى الإدارة الأميركية الجديدة ، التي اعتبرته شريكا مهما لوضع استراتيجية أميركية جديدة في المنطقة ، خاصة بعد التحول الكبير الذي احدثه جلالته في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة حيال قضايا المنطقة ، كالنشاط الاستيطاني الإسرائيلي الذي باتت تنظر له هذه الإدارة على انه يمثل عقبة في طريق السلام ، وانها لم تتخذ موقفا حاسما منه. وكذلك الحال بالنسبة الى موقفها من موضوع نقل السفارة الأميركية الى القدس ، حيث ارتأت التريث والتمهل قبل الاقدام على هذه الخطوة بعد ان أوضح لها جلالة الملك تداعياتها السلبية على مفاوضات السلام وحل الدولتين ، وتأجيجها للصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي واثارة غضب الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي . إضافة الى ان موسكو استندت في قيام الأردن بدور الوسيط الى دعوة جلالة الملك لوضع آلية عمل مشترك بينها وبين واشنطن من أجل تسوية الازمة السورية ومحاربة الإرهاب واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين . دون ان تغفل موسكو اشادة جلالة الملك بدورها المحوري في المنطقة ، وتأكيده على إمكانية حلها ليس فقط للازمة السورية ، وانما لغيرها من أزمات الإقليم .

كذلك فان روسيا تشعر بان بعض دول المنطقة تأخذ عليها عدم اشراك أي من الدول العربية في مباحثات أستانا ، وربما تتهمها هذه الدول بتأجيج الصراع الطائفي وتغذية الطائفية بانحيازها للتحالف الإيراني العراقي السوري على حساب المحور السني ، واستهدافها مسلحي قوى المعارضة المسلحة والجيش الحر وعدم استهداف التنظيمات الارهابية . وقد ترى في مشاركة الأردن في مباحثات استانا وسيلة او رسالة الى من يهمه الامر  قد تبعد عنها مثل هذه الاتهامات ، لتبدو انها توازن في علاقاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية المعنية بالمشهد السوري . 
 
 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023