معركة الكرامة تمثل إنجازاً عربياً
فريداً ونموذجاً حقيقيا للبطولات الصادقة والإدارة العسكرية الكفؤة، التي تبتعد عن
العنتريات الخطابية وعن الدعايات السياسية. وقد كانت الكرامة نصراً صافياً مائة
بالمائة على خلاف الحروب الأخرى ونستحضر كل
دلالات البطولة والنصر والتضحية والفداء في ذكرى معركة الكرامة التي كانت ساحتها شرق نهر
الأردن في 21-3-1968، وتطلُّ علينا حكايات
الجنود الذين روّوا بدمائهم ثرى الأردن، دفاعًا عن وطنهم الغالي، وعن كرامة
الإنسان والمكان على امتداد هذه الأرض الطيّبة".
وذلك تأكيدٌ على دور الجيش في حماية
الوطن وهويته وفي المساهمة في الثقافة الوطنية من جهة، وعنوان – من جهةٍ أخرى-
لمكانة الشهداء الصادقين الذين ضحّوا من أجل وطنهم وقدّموا دون أن ينتظروا مقابل،
بل لمستقبل أبنائهم وأحفادهم كي يعيشوا بكرامةٍ وشرف مفتخرين بالآباء والأجداد
الذين أثبتوا رجولتهم وبطولتهم وقدّموا روحهم لله ثم لتراب الوطن الذي ولدوا فوقه
وعاشوا عليه واستشهدوا فيه.
الكرامة؛ تلخيص جميل وفريد لصورة
الأردن وهويته الحقيقية بعيداً عن التشويه وعن معارك الإعلام والسياسة الوهمية..
هو وطن صغير بقيادة تاريخية فريدة، برغم شح الموارد الطبيعية وبرغم الإعصارات الإقليمية، بُني بسواعد ابنائه فأصبح
نموذجاً في المنطقة، في التعليم والتنمية والتلاحم والتسامح، وفي الوقت نفسه
مثالاً على القدرة على ردّ العدوان وحماية الاستقرار والأمن
ووفاء منا للتضحيات صار من الواجب علينا العوده الى تفاصيل واحداث ومجريات المعركة ورسائل ومذكّرات
الجنود عن معركة الكرامة، وإعادة قراءتها،
وتوثيق هذه السرديّة الملحميّة بادق تفاصيلها
لتكون مدوَّنة خاصّة بمعركة الكرامة وببطولات الجنود وتضحياتهم، ووفاءً
للشهداء ولدمائهم"
فمعركة الكرامة بما تمثله من دفاع عن
الوطن وهويته وأمنه لم تنته، بل هي مستمرة في رمزيتها، فإذا كانت “الكرامة” (1968)
هي معركة الجيش والسلاح والرجولة في الحرب فإنّ الكرامة اليوم هي مواجهة التحديات
والأخطار الاستراتيجية الحالية، والتي قد تختلف في صورتها ومداخلها وسياساتها عن
معركة الكرامة، لكن أهدافها واحدة لم تتغير!
حُقّ للأردنيين أن يحتفوا بذكرى
الكرامة وبالآباء المجاهدين وبوطنٍ صان نفسه.. فصانه الله.