وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الثلاثاء 22 – 10 – 2024 الأمن : انتحار موقوف داخل نظارة احد المراكز الامنية في اربد محللون : سيناريوهات ستطرأ مستقبلا تدفع باتجاه المزيد من الخسائر بحق كيان الاحتلال - فيديو كتلة هوائية باردة تؤثر على المملكة إخلاء مستشفى بالضاحية الجنوبية بعد مزاعم صهيونية بوجود مخبأ أموال لحزب الله أسفله "حزب الله" يستخدم صاروخ "نصر 2" الدقيق لاستهداف "إسرائيل" .. فما هي مميزاته؟ توجه لعدم تسمية رئيس لحماس بالوقت الحاضر المشاقبة: لا بد من الحفاظ على خصوصية المواطن الأردني بأن لا يدفع ثمن اللجوء السوري - فيديو انفجار سيارة بمحيط سفارات ومنظمات دولية في دمشق 16 شهيدا و22 جريحا في غارات "إسرائيلية" على لبنان المملكة المتحدة ستكون الأكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي بين مجموعة السبع أكثر 10 تطبيقات استخداماً في 2024 إسبانيا.. تظاهرات بسبب ارتفاع أعداد السياح الحكومة: إعفاء القضايا الجمركيَّة من الغرامات بنسبة تصل 90% أسعار الذهب في الأردن تسجل "رقما قياسيا تاريخيا جديدا"

القسم : بوابة الحقيقة
الحرب غير الخطية.. "حرب الكل ضد الكل"
نشر بتاريخ : 9/30/2024 11:25:29 AM
العميد الركن المتقاعد إسماعيل عايد الحباشنة


بقلم: العميد الركن المتقاعد إسماعيل عايد الحباشنه

 

     إن الحروب ظاهرة انسانية متغيرة في الأداء والأدوات ولكنها واحدة في الغاية والهدف، وهو اخضاع الخصوم لارادة الدولة المحاربة، وقد أصبحت الحروب الحديثة  اقل استخدام للقوة الصلبة لكنها اشمل وأكثر اتساعا، فقد تعددت أدواتها مع التطور التقني وخاصة في مجال المعلومات وتوسع نطاق ميدانها لتشمل ميادين الثقافة والاقتصاد والصناعة والزراعة وحتى الحياة المدنية.

 

فمنذ زمن ليس بالبعيد.. تنبهت الدول الكبرى والتي تفرض سطوتها وارادتها على غيرها.. الى أن استخدام اساليب الحروب التقليدية في تنفيذ ما تريد.. اصبح غير مجدي.. فعلاوة على الخسائر المادية.. فلا بد من الخسائر البشرية في صفوفهم.. الامر الذي لم يعد متقبلا من قِبل الكثير من أهالي الجنود.. خصوصا إن تم وصف الحرب التي يخوضونها أنها ليست بحربهم.. ولا يعلم مغزاها الحقيقي الا اصحاب السياسة..

 

أثبتت التجارب  إن الإرهاب تحركه فكرة، والتكنولوجيا وحدها لا يمكنها الانتصار فى الحروب، وكذلك القوات والأسلحة، وإنما هناك وسائل أخرى يتم الاعتماد عليها، منها الإنهاك السياسى لمتخذ القرار فى الدول المستهدفة، والدمج بين هذه العناصر لتحقيق الهدف المنشود ألا وهو إسقاط الدولة بكل مقوماتها ....

 

وهنا نسأل ما هي الحرب غير الخطية؟

.... تعمل الحرب غير الخطية على تعطيل ساحة المعركة التقليدية، مما يجعل من الصعب التمييز بين المقاتلين والمدنيين أو بين أوقات الحرب والسلام . ويستخدم هذا الشكل من أشكال الحرب نهجًا استراتيجيًا شاملاً، حيث لا يكون الصراع بين القوات هو الهدف الأساسي.

 

وبمعنى آخر، أصبحت «حرب الكل ضدّ الكلّ». ويقدم « فلاديسلاف سوركوف» احد اعضاء الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس الروسي بوتين  شرحه لآليات الصراع الحديثة فيقول: «ويمكن لبعض الأقاليم في دولة ما أن تؤيد واحداً من طرفي الصراع، فيما تنزع أخرى إلى تأييد الطرف الآخر. ويمكن لجيل أو جنس معين أن يؤيد طرفاً ثالثاً. وغالباً ما تتضارب مصالح هذه الأطراف وتتقاطع. ولقد فهمت تلك الأطراف أن الحرب هي جزء من اللعبة، ولكنها لا تمثل بالضرورة الجزء الأهم منها». ويمكننا أن نعثر على أسلوب مشابه في التفكير يتجلى في طريقة تعامل الكرملين مع شرق أوكرانيا حيث يتدخل في شؤون هذا القطاع عبر الجماعات الانفصالية ورجال المخابرات. وهو يقوم بهذا الفعل من دون أدنى اعتبار لمصالح القوى المحلية ذات التأثير الكبير في اللعبة بمن فيها كبار الأثرياء والساسة وأصحاب رؤوس الأموال وغيرهم ممن يمكن استخدامهم كادوات لتنفيذ الخطط المرسومة .

 هناك صراع في الأفكار  يدور عالميا  الآن بالفعل. ولكنه هذه المرة ليس صراعاً بين الشيوعية والرأسمالية، ولا بين المحافظين والتقدميين، ولكنه يدور بين الرؤى المختلفة لمفهوم العولمة، أي بين «القرية العالمية» التي تبدو جميلة المنظر من الوهلة الأولى من جهة، وبين «الحرب غير الخطّية» من جهة أخرى. ولعل من السذاجة والسخف أن نفترض أن الغرب هو الذي سينتصر في هذه المعركة إن هو أصرّ على استخدام ذات الصيغ والأدوات التي سبق له أن استخدمها خلال الحرب الباردة. ففي تلك الأيام، وضع الغرب اقتصادات الأسواق الحرة والثقافة الشعبية والسياسات الديمقراطية في سلة واحدة. وتم تجييش البرلمانات والبنوك الاستثمارية وحتى موسيقى البوب لدحر أطروحات السوفييت وتقويض خططهم الاقتصادية والاجتماعية. إلا أن روسيا الجديدة (ومعها الصين الجديدة) تمكنت من التخلي عن هذه المظاهر، وأصاب الثقافة الشعبية الروسية فيروس «التغريب» عندما أصبح الروس يتجولون بسيارات «بي إم دبليو» ويضاربون في البورصات.

. ولذا فإن قواعد اللعبة هذه المرة تبدو مختلفة بشكل كبير عما سبق بالإضافة وفي الوقت نفسه، فإن الحرب ظاهرة متغيرة ومتطورة من ناحية الميدان والخطط والأدوات والآثار بفعل التطور الانساني وما انتجته من ثورات معلوماتية غيرت من معالم الجوانب الحياتية المختلفة، ولكن رغم هذا التغير فان دوافع الحرب قد تكون نفسها منذ انطلاقها الى اليوم فمنها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والايدولوجية الا ان الحرب تظهر بصورة متقاربة تتركز على استخدام القوة بكل انواعها لإرغام العدو وتحقيق المصالح المرجوة .

 

   ورسمت نتائج الحروب وخاصة الكونية منها خريطة التوازنات الدولية وحددت ملامح القوى العظمى لكل حقبة زمنية بما يتناسب مع تغير معالم القوة من ميزات جغرافية الى هيمنة تسليحية الى سيادة معلوماتية .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023