الملك وبايدن يعقدان اجتماعًا خاصًا الأسبوع المقبل الاتحاد الأوروبي يدين هجوم مستوطنين على قافلتي مساعدات أردنية متجهتين إلى غزة وفاة عشريني غرقًا في سد كفرنجه رويترز: حماس تؤكد أن وفدها سيزور القاهرة السبت (ميتفورمين) يقلل كمية فيروس كورونا في الجسم مشاركة عزاء من اللواء مأمون أبو نوّار بوفاة الداعية د. عصام العطار حزب العمال البريطاني يطالب بانتخابات تشريعية بعد تفوّقه في المحلية الحسين إربد يجتاز الأهلي ويحافظ على الصداره الملك يهاتف رئيس دولة الإمارات معزيًا بوفاة الشيخ طحنون الأردن يتقدم 14 مرتبة في مؤشر الحريات الصحفية مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلتي عباد/ المهيرات وبني صخر / الزبن جمعية سواعد الاخاء بجرش تكرم عمال الوطن بمناسبة يوم العمال الملكة تستنكر "العقاب الجماعي" الذي تمارسه "إسرائيل" بحق الفلسطينيين وزيرة التنمية ترعى افتتاح سوق الكرك الاسبوعي التراثي الحرفي - سوق جارة القلعة - صور قصف على رفح وحماس تحضر ردها على مقترح الهدنة

القسم : بوابة الحقيقة
حجم "السخرية والانتقاد" مؤشر على "الاحتقان والإحباط"
نشر بتاريخ : 7/13/2022 11:10:44 AM
د. ابراهيم البدور

إزدادت في الاونة الأخيرة عبارات التهكم والسخرية  على صفحات التواصل الاجتماعي من أي حدث يمر به البلد ( آخرها حادثة صهريج النضح )  وأصبحت البوستات  و تركيب  الصور و مقاطع الفيديو هي طريقة التعبير الأشهر عن ما يعانيه الناس من إحباط واحتقان  .

 

في السابق كان  السياسيون والمسؤولون هم المستهدفون بالقسط الأكبر من التهكم ، كونهم يصنعون القرار، وكونهم جاذبون بحكم مواقعهم كأشخاص عاميين، لكن في الآونة الأخيرة إزدادت وتيرة السخرية وأصبح اي شخص يحدث عنده حادثة يتعرض لنفس السخرية والتهكم لا بل  تعداه الى التشكيك في أصل القضية ورسم سيناريوهات -جزء منها  غير حقيقي-.

المشهورون بهذا الأسلوب الساخر في  التعبير  عن الإحباط والاحتقان  هو المصريون ، عكس الأردنيين

- وبحكم الموروث الثقافي -لا يميلون إلى السخرية و النكات أو حتى الضحك لاعتقاد   مفاده "أن كثر الضحك يقلل الهيبة" ….

لكن البطالة والوضع الاقتصادي الصعب و زيادة الاسعار وارتفاع الوقود  بشكل متكرر  وعدم السماع و الاستماع الى أراء الناس - حتى اراء الكُتاب  والصحفيين-  ذهب بالجميع الى التخلي عن "الكشره"و الذهاب نحو مواقع التواصل للتعبير بسخرية عن هذه الاحباطات .

 

عندما تجلس مع مسؤولين  حاليين ترى جحم الغضب والانتقاد لهذه الممارسات - ولا ألومهم في بعض النواحي - ، لكن الغريب ان هؤلاء عندما يخرجون من مواقعهم يتحولون أيضاً الى نفس الأسلوب…..!!! ، حيث ترى وزارء و مسؤولين  سابقين يكتبون على صفحاتهم في  مواقع التواصل عبارات سخرية واستهزاء و انتقاد -بعضه جارح -…

 

لا أُنكر ان هناك كلام جارح ، ولا أُنكر انه يوجد إساءات و كلام بذيء ، كما لا أُنكر حجم الانحدار  في بعض التعليقات التي استحي ان اقراءها ولا استسيغ وجودها ،

 "لكن" حجم الاحتقان كبير وحجم الاحباط هائل و حجم الفتور عند الناس وصل لمستويات متقدمة ، فالكل ينظر و لا يعرف ما الذي عليه ان يفعله ، فالضربات متتابعة و الرفعات متوالية و ارتفاع الاسعار طال جميع السلع و لا بصيص امل يلوح في الافق حتى مع كلمات رئيس الوزارء التشجيعية " اجمل ايام الاردن هي التي لم تاتي بعد  " .

 

الغريب أيضًا انه لا يوجد تفاعل من المسؤليين مع هذا الإحباط و  السخرية - الا انتقاده -،  فلا أحد يطرح حلول ولا أحد يقدم خطة ولا يوجد حتى دراسة إجتماعية تحدد مكامن الخلل وتقدم توصيات…!!

الجميع يتابع و ينتقد ، والامور تتسارع وتنحدر ، والاحباط يتسع ، و لا يتم التعامل معها كمشكلة بحاجه لحل بل يتعامل معها المسؤولون بنظام القطعة و نظام الفزعة .

 

المطلوب وبشكل سريع ؛ عمل دراسة إجتماعية مع تحليل  واقع المشكلة ووضع توصيات للسيطرة على هذه الظاهرة أو حتى الحد منها ، و نزول المسؤولين الى الشارع و زيارة المؤسسات التابعة لهم وفتح أبوابهم وسماع شكوى الناس و محاولة حل الممكن منها  وذلك لاستيعاب  هذا  الإحباط والاحتقان  المتنامي .

 

أما إذا بقينا ندير الأمور بنفس الأسلوب "الطبطبة " وعدم الاكتراث  مع عدم الاشتباك  مع الناس فأعتقد أننا مقبلون على مشكلة حقيقية تهدد البلد وتتلاعب بأمنه المجتمعي وستعصف بنا جميعاً ونحن "نتفرّج ".

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023