مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : بوابة الحقيقة
حجم "السخرية والانتقاد" مؤشر على "الاحتقان والإحباط"
نشر بتاريخ : 7/13/2022 11:10:44 AM
د. ابراهيم البدور

إزدادت في الاونة الأخيرة عبارات التهكم والسخرية  على صفحات التواصل الاجتماعي من أي حدث يمر به البلد ( آخرها حادثة صهريج النضح )  وأصبحت البوستات  و تركيب  الصور و مقاطع الفيديو هي طريقة التعبير الأشهر عن ما يعانيه الناس من إحباط واحتقان  .

 

في السابق كان  السياسيون والمسؤولون هم المستهدفون بالقسط الأكبر من التهكم ، كونهم يصنعون القرار، وكونهم جاذبون بحكم مواقعهم كأشخاص عاميين، لكن في الآونة الأخيرة إزدادت وتيرة السخرية وأصبح اي شخص يحدث عنده حادثة يتعرض لنفس السخرية والتهكم لا بل  تعداه الى التشكيك في أصل القضية ورسم سيناريوهات -جزء منها  غير حقيقي-.

المشهورون بهذا الأسلوب الساخر في  التعبير  عن الإحباط والاحتقان  هو المصريون ، عكس الأردنيين

- وبحكم الموروث الثقافي -لا يميلون إلى السخرية و النكات أو حتى الضحك لاعتقاد   مفاده "أن كثر الضحك يقلل الهيبة" ….

لكن البطالة والوضع الاقتصادي الصعب و زيادة الاسعار وارتفاع الوقود  بشكل متكرر  وعدم السماع و الاستماع الى أراء الناس - حتى اراء الكُتاب  والصحفيين-  ذهب بالجميع الى التخلي عن "الكشره"و الذهاب نحو مواقع التواصل للتعبير بسخرية عن هذه الاحباطات .

 

عندما تجلس مع مسؤولين  حاليين ترى جحم الغضب والانتقاد لهذه الممارسات - ولا ألومهم في بعض النواحي - ، لكن الغريب ان هؤلاء عندما يخرجون من مواقعهم يتحولون أيضاً الى نفس الأسلوب…..!!! ، حيث ترى وزارء و مسؤولين  سابقين يكتبون على صفحاتهم في  مواقع التواصل عبارات سخرية واستهزاء و انتقاد -بعضه جارح -…

 

لا أُنكر ان هناك كلام جارح ، ولا أُنكر انه يوجد إساءات و كلام بذيء ، كما لا أُنكر حجم الانحدار  في بعض التعليقات التي استحي ان اقراءها ولا استسيغ وجودها ،

 "لكن" حجم الاحتقان كبير وحجم الاحباط هائل و حجم الفتور عند الناس وصل لمستويات متقدمة ، فالكل ينظر و لا يعرف ما الذي عليه ان يفعله ، فالضربات متتابعة و الرفعات متوالية و ارتفاع الاسعار طال جميع السلع و لا بصيص امل يلوح في الافق حتى مع كلمات رئيس الوزارء التشجيعية " اجمل ايام الاردن هي التي لم تاتي بعد  " .

 

الغريب أيضًا انه لا يوجد تفاعل من المسؤليين مع هذا الإحباط و  السخرية - الا انتقاده -،  فلا أحد يطرح حلول ولا أحد يقدم خطة ولا يوجد حتى دراسة إجتماعية تحدد مكامن الخلل وتقدم توصيات…!!

الجميع يتابع و ينتقد ، والامور تتسارع وتنحدر ، والاحباط يتسع ، و لا يتم التعامل معها كمشكلة بحاجه لحل بل يتعامل معها المسؤولون بنظام القطعة و نظام الفزعة .

 

المطلوب وبشكل سريع ؛ عمل دراسة إجتماعية مع تحليل  واقع المشكلة ووضع توصيات للسيطرة على هذه الظاهرة أو حتى الحد منها ، و نزول المسؤولين الى الشارع و زيارة المؤسسات التابعة لهم وفتح أبوابهم وسماع شكوى الناس و محاولة حل الممكن منها  وذلك لاستيعاب  هذا  الإحباط والاحتقان  المتنامي .

 

أما إذا بقينا ندير الأمور بنفس الأسلوب "الطبطبة " وعدم الاكتراث  مع عدم الاشتباك  مع الناس فأعتقد أننا مقبلون على مشكلة حقيقية تهدد البلد وتتلاعب بأمنه المجتمعي وستعصف بنا جميعاً ونحن "نتفرّج ".

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023