تتجه أنظار العالم هذه الأيام إلى
الأزمة الروسية الأوكرانية التي أثرت
كثيرا على اقتصاديات العالم
وخلقت مشاكل كبيرة وغير مسبوقة في مجال
الطاقة والنفط والغذاء وكلف
الانتاج وسلاسل الإمداد والتوريد وارتفاع نسب
التضخم أن الحرب الروسية
الأوكرانية هي لحظة تاريخية فاصلة ومهمة على مستوى العالم إذ إنها إيذان بميلاد
نظام دولي جديد وتحالفات سياسية بين
مختلف الدول منها المعلن ومنها ماهو
طي الكتمان حيث تحولت تلك
الحرب إلى مسرح لاستعادة الأوزان السياسية
في العالم وإعادة تموضع التحالفات والتوازنات لكل دول العالم بناء على نتائج ما
يحدث.
وبالنسبة للموقف العربي والعلاقات العربية العربية وسياسة المحاور إضافة إلى لكل ذلك مواقف وسياسات الدول الكبرى والأطراف المتحالفة
بشأن المنطقة ومستقبلها هذه العوامل وأخرى شكلت محددات لسياسات الأردن الخارجية
وألقت بظلالها وتأثيراتها المختلفة على صانع القرار وهو ما يؤكد حاجة الأردن
المستمرة إلى تحقيق التوازن في شبكة علاقاته الخارجية عربيا وإقليميا ودوليا بهدف
تحقيق استقراره السياسة وهو ما لم يكن غائبا عن إستراتيجية ورؤية جلالة الملك
عبدالله الثاني ابن الحسين الذي استطاع
بقيادته الحكيمة ان يضع الأردن على قائمة اللاعبين الرئيسين بالدفاع عن المصالح
العربية في مختلف المحافل الدولية بالإضافة
لوضع الأردن على خارطة
العالم السياسية وهذا مالمسناه من خلال
التحركات الأخيرة والزيارات المتبادلة لكل من
الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والإمارات العربية المتحدة واستقبال
أيضا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتيقن
الجميع أن الأردن بموقعه الاستراتيجي كحلقة وصل
بين الشرق والغرب والاستقرار السياسي
والامني الذي يعيشة الأردن رغم
وجودة في محيط ملتهب
من الصراعات والحروب والنزاعات
كل ذلك جعله ملعبا مهما
للسياسية الدولية والإقليمية
وملاذ آمنا للاستثمار
ولم تاخذ الزيارات الجانب
السياسي فقط بل كان الجانب
الاقتصادي وأهمية جذب الاستثمار وإقامة المشاريع
التنموية والإنتاجية.
والاستثمارية ضمن الأولويات المركزية
لجلالة الملك وهذا ما حدث
من خلال توقيع عده اتفاقيات مع المملكة العربية السعودية ودولة
الإمارات وعدد من دول الجوار.
ان نهج الوسطية والاعتدال مكن المملكة
من الوقوف تجاه العواصف التي عصفت في الكثير من البلاد العربية والاجنبية ومنها
الازمة الاقتصادية العالمية.
لقد بات من الواضح أن التداعيات للحرب
الروسية الأوكرانية ستكون متعددة الأبعاد حتى الآن ولا تقتصر آثارها على المجال
العسكري فقط بل تتعداها للميدان
السياسي مع قيام أطراف الصراع بإعادة
التموضع في مواجهة بعضها بعضا وحيا العالم الخارجي وسنشهد مزيدا التداعيات ومن
التداخلات وصولا إلى بلورة عالم جديد لا مكان فيه لمفاهيم السياسة القديمة
وقواعدها.
وبالنسبة للأردن
يشكل الاستقرار السياسي في الأردن عاملا مؤثرا و رئيسيا في عملية صنع
القرار في السياسة الخارجية الأردنية في ضوء التداعيات و التطورات التي تشهدها
المنطقة العربية والعالم
وتابعنا حديث جلالة الملك حول
إقامة ناتو عربي حيث ستكون أهداف هذا التحالف دفاعية بحتة وليست هجومية
على أي دولة لكن الغرض من تدشين مثل هذا التحالف العسكري المشترك هو حماية البلاد
العربية من التهديدات الأمنية الخارجية وحفظ الأمن القومي العربي وتجميع الدول
العربية تحت لواء واحد.
والمجمل العام نستطيع القول أن الأردن
بموقعه الجغرافي الاستراتيجي واستقرارة
السياسي والامني جعلة يحظى
بمكانة عالمية مرموقة ومحط أنظار العالم
سياسيا واقتصاديا واستثماريا وأرى
ان التحركات الملكية الأخيرة
على المستوى العربي والاقليمي
والعالمي ستكون ذات
مخرجات قيمه تساهم
في بناء التحالفات السياسية للأردن
وجعل الأردن محطة استثمارية
واقتصادية شاملة متكاملة
تساهم في التخفيف من الأوضاع
الاقتصادية الصعبة ورفع معدلات النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتنشيط حركة السوق بشكل كبير وحيوي
وكل ذلك بفضل النظرة المستقبلية
الشاملة والمستدامة لجلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه
الله ورعاه.