كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
هل تستثمر الدول العربية الحرب الروسية الاوكرانية لصالحها ؟
نشر بتاريخ : 3/30/2022 7:57:27 PM
د هايل ودعان الدعجة

كان ينظر او يتوقع ان تكون الحرب الروسية الاوكرانية خاطفة وسريعة ومحسومة لصالح روسيا ، وذلك في ظل الفروقات الشاسعة في الامكانات والقدرات العسكرية والاقتصادية والمالية والبشرية التي تميل لصالحها . الا ان دخول الولايات الاميركية ودول اوروبا على الخط الى جانب اوكرانيا وتزويدها بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والمالية في مقابل محاصرة روسيا دوليا وتحريض معظم دول العالم ضدها ، قد ساهم في اطالة أمد هذه الحرب وجعلها اكثر تعقيدا لتخرج من نطاقها الجغرافي الاقليمي الضيق الى نطاق اوسع ليشمل المنظومة الدولية ، التي تأثرت بتداعياتها ، لتأخذ  مسارا مختلفا عن المسار الذي ابتدأت به ، فاذا بمعظم الاطراف الدولية تدخل على الخط هي الاخرى مدفوعة بالدفاع او الحفاظ على مصالحها المرتبطة بعلاقاتها بالولايات المتحدة ، التي اختارت دخول المواجهة مع روسيا من البوابة الاوكرانية لحسابات مرتبطة بتربعها على قمة الزعامة العالمية ، التي لا تريد ان تنافسها روسيا عليها ، حتى وهي تدخل وتقترب من مجالها الحيوي عبر توسع حلف الناتو شرقا لتضييق الخناق عليها في فضائها السوفيتي السابق . الامر الذي يجعل الامور مرشحة للمزيد من التعقيد والتأزيم ، بطريقة قد تنذر باحتمالية ان يشهد العالم معركة عالمية ولكن بادوات مختلفة ، قد لا تكون من بينها الاداة العسكرية المدمرة  . الا ان نتائجها وتداعياتها ستشمل العالم برمته عبر فرض سيناريو معين ناتج عن الاحساس بخطورة ان يبقى رهين الاحادية القطبية التي عاثت فيه الفوضى والانفلات في ظل استباحة الولايات المتحدة لحدود بعض دوله ، وتحديدا في منطقة الشرق الاوسط تحقيقا لمصالحها ، استثمارا لتفردها بقيادة النظام الدولي . ولما كانت الدول العربية من اكثر ضحايا الاحادية القطبية بعد ان حولت الولايات المتحدة بعض مناطقها الى ساحة معركة ودمار وخراب في اكثر من مناسبة ، فانها اليوم امام فرصة تاريخية لانقاذ نفسها من هذا الكابوس المزعج والمدمر الذي لازمها منذ ان وضعت الحرب الباردة اوزارها ، وذلك بتوظيف الازمة العالمية المرافقة للحرب الروسية الاوكرانية لصالحها من خلال التفكير الجدي بالتحرر من علاقاتها وتحالفاتها التقليدية المكلفة مع الولايات المتحدة تحديدا ، والعمل على تنويعها  وفرض نفسها في المشهد الدولي من خلال استثمارها للامكانات المالية والاقتصادية والموارد الطبيعية التي تمتلكها ، بطريقة تجعلها تقول كلمتها وتتحكم بشكل النظام الدولي وتعمل على تغييره بانحيازها الى روسيا مثلا او الى روسيا والصين ، المرشحتان لتشكيل تحالف في مواجهة التحالف الغربي الذي يستهدفهما ، بوصفه احد الخيارات او الاحتمالات او السيناريوهات المتوقع حدوثها كحصيلة للحرب الدائرة الان  . وبما ان الدول العربية تقع هي الاخرى في دائرة الاستهداف الغربي والاميركي تحديدا ، فانها مطالبة باستثمار الامكانات المادية والطبيعية التي تمتلكها في تغيير شكل الخارطة العالمية بتحالفها مع روسيا والصين كما اسلفت ، وتفرض حالة من توازن القوى والمصالح في المنظومة العالمية ، بما يضمن استتباب الامن والاستقرار في العالم ، وان لا تجعل من مواردها بديلا عن الموارد الروسية مثلا ، لتشعر الغرب وتضعه بصورة الكلف الباهظة التي عليه دفعها ، اذا ما استمر في وقوفه الى جانب الولايات المتحدة واقحام نفسه في صراعاتها على الزعامة العالمية تحقيقا لمصالحها .

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023