في اليوم العالمي للعمل الانساني تبرز
الحاجة الى اعادة النظر في جميع الانشطة والاعمال الانسانية التي تتكفل القيام بها
المنظمات والمؤسسات والمراكز الدولية التي تعنى بالجانب الانساني للمجتمعات البشرية،
واذ تزداد العقبات التي تقف في وجه العمل الانساني اما بسبب الصراعات المسلحة او
الكوارث الطبيعية، بات على المجتمع المحلي في كل دولة والمجتمع الدولي ان يولي تلك
الانشطة والفعاليات الاهتمام الاكبر ويقع على عاتق حكومات العالم تذليل الصعوبات
التي تعترض طريقه.
تحقيق الغاية من وراء الاعمال
الانسانية وذلك بانقاذ ومساعدة المستهدفين من العمل الانساني ولفت انتباه العالم
لمشاكلهم تمهيدا لتوفير الخدمات الضرورية لهم والحياة الكريمة الخالية من القلاقل
والمخاطر بمختلف اشكالها، لا يتم بمجرد
الشعارات والدعوة الى عقد المؤتمرات بل يحتاج الى عمل دؤوب ومتواصل ليتحقق الهدف
منه. واذ يبدي البعض قلقله من جدوى الثمار والمكاسب التي يمكن جنيها من خلال العمل
الانساني الصادق بمختلف صوره، لعدم القدرة على مساعدة الشرائح المجتمعية الاكثر
تعرضا للمخاطر والازمات بسبب عقبات كثيرة اهمها فقدان التعاون بين المنظمات
الانسانية ومؤسسات العمل الاجتماعي وحكومات الدول، بالاضافة الى شح المعلومات
المتوافرة عن مدى حاجات تلك الشرائح لمد يد العون لها.
ما يتكبده المجتمع الدولي بسبب نقصان
الدعم العالمي الشيء الكثير، وتخصيص جزء بسيط من الفعاليات والانشطة الانسانية في
مجتمعات توصف بالفقيرة وفقدان الامن والاستقرار فيها، هما من اكبر المعوقات التي
تقف حائلا في وجه اي عمل انساني.
فالعمل الانساني يحتاج الى متطوعين
قادرين على القيام بمهامه تحت مختلف الظروف والبيئات، قلة الايدي البشرية التي
توجه لتقديم الاعمال الانسانية التطوعية، تؤثر بشكل او باخر على وصول القائمين على
تلك الاعمال الى اهدافهم في انقاذ ومساعدة الفئات المجتمعية الاقل حظا.
فالدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية
تحتاج الى منظمات تعنى بالاعمال الانسانية، والدول الفقيرة ينقصها من يمد يد العون
لها وينتشلها من الازمات التي تتعرض لها كالمرضى من الاطفال والنساء وكبار السن،
وذلك بتقديم الخدمات العلاجية والدوائية لهم وخدمات التعليم لمن هم في سن الدراسة،
وضحايا الحروب من اشد المحتاجين الى المساعدات الانسانية المختلفة.
ان العمل الانساني ينتظر خارطة طريق
تنظم عمله برعاية اممية دولية للنهوض بمستواه، وتوسيع رقعة خدماته لتشمل مجتمعات
نائية تعاني من صعوبات وعقبات كؤود، فعلى المؤسسات الدولية والمجتمع العالمي ايلاء
هذا العمل الاهتمام والرعاية الكافيين.