اصبح انتشار وسائل الاعلام الجديد
لاسيما شبكات التواصل الاجتماعي وزيادة استهلاكها من جانب الجمهور دلالة على ميلاد
عصر اتصالي جديد اطلق عليه البعض مسميات عديدة مثل الاعلام الرقمي والاعلام
التفاعلي والاعلام الشبكي وغيرها من المسميات التي تعبر عن ظاهرة انسانية تقنية
واحدة، فالاعلام الجديد اسهم في إعادة تشكيل الانماط التواصلية التقليدية القديمة
القائمة على احتكار النخب السياسية والثقافية لوسائل الاعلام وباقي وسائل التعبير
في الفضاء العام حيث ان وسائل الاعلام الجديد لم تعد مجرد اداة للتواصل الاجتماعي
.
يعتمد الاعلام الجديد بشكل اساسي على
استخدام الشبكة العالمية لتقنية المعلومات على عكس شبكة الانترنت التي تتميز
بالآنية والسرعة في نقل المعلومات وتجعلها الوسيلة المثلى للتواصل اضافة الى سهولة
الاستخدام لهذا الوسيط دون ان يكون للمستخدم خبرات تقنية عالية او اي اختصاص في
البرمجة المعلوماتية اذ يكفي ان يتصل المستخدم عبر اجهزة الحاسوب او عبر الهاتف
المحمول لدخول محتوى الانترنت .
فالاعلام الجديد يوفر وسائل وقنوات
جديدة للاتصال والتواصل ويتيح منابر جيدة للنقاش والحوار مما افسح المجال امام
افراد المجتمع لممارسة مختلف انواع الاتصالات بواسطة شبكة الانترنت للخروج من
وضعية عدم التواصل وعدم الحوار الى التواصل والحوار ومن الاعلام الذي يتم في اتجاه
واحد الى الاعلام الافقي والاتصال في جميع الاتجاهات .
يشير الاعلام الجديد الى مجموعة من
الاساليب والانشطة الرقمية الجديدة التي تمكن المستخدم من انتاج ونشر واستهلاك
المحتوى الاعلامي بمختلف اشكاله من خلال الاجهزة الالكترونية المتصلة او غير متصلة
بالانترنت وقد ظهر الاعلام الجديد كمصطلح واسع النطاق في العقد الاخير من القرن
العشرين ليشمل دمج وسائل الاعلام التقليدية مثل الاعلام والصور والموسيقى والكلمة
والمنطوقة والمطبوعة وتطبيقات الثورة العلمية التي شهدها مجال الاتصال والاعلام
حيث اسهمت الثورة التكنولوجية في التغلب على الحاجز الجغرافي والحدود السياسية
التي احدثت تغييرا بنيويا في نوعية الكم والكيف في وسائل الاعلام .
يمثل الاعلام الجديد مرحلة انتقالية من
ناحية الوسائل والتطبيقات والخصائص التي لم تتبلور بشكل كامل وواضح فهي لا تزال في
حالة تطور سريع وما يبدو اليوم جديدا يصبح قديما في اليوم التالي وهذا مدعاة
لصعوبة وضع تعريف صارم ومحدد لمفهوم الاعلام الجديد ولكن هناك شبه اتفاق على ان
الاعلام الجديد يشير الى حالة من التنوع في الاشكال والتكنولوجيا والخصائص التي
حملتها الوسائل المستحدثة عن التقليدية خاصة فيما يتعلق بحالات الفردية والتخصيص
وهما تأتيان نتيجة لميزة رئيسية هي التفاعلية فاذا كان الاعلام الجماهيري واسع
النطاق وهذه الصفة سمة اعلام القرن العشرين فان الاعلام الشخصي والفردي هو اعلام
القرن الجديد فالانترنت هي واحدة من ادواته – جعلت في مقدور اي انسان البحث عن
البرنامج او المعلومة التي يريدها في الوقت الذي يريد .
بوجه عام يمكن القول ان الاعلام الجديد
ليس بثا احاديا واجباريا كنظم الاعلام القديم لكنه تفاعلي يختار فيه الناس
احتياجاتهم ويشاركون في الوقت ذاته ليس بالرأي فقط وانما باعلام شخصي خاص بكل فرد
على حدة .
باتساع شبكة الانترنت تعددت خصائص
وسائل الاعلام الجديد التي تقوم بمهام كثيرة وفقا للغرض من انشائها سواء كانت هذه
المهام مؤسساتية اوشخصية وهي بتعددها هذا تقدم الكثير من الخدمات المتنوعة وتصنف
هذه الشبكات وفقا لخصائصها ومحتواها الى انواع وبشكل عام من خلال الخدمات المقدمة
من الموقع الالكتروني نجد ان هناك مواقع وفرت لزائريها المعلومات وقدمت اساليب عرض
جاذبة ساعدت على تبادل الافكار والاراء والملفات المتنوعة بسهولة واتاحت
لمستخدميها مناقشة الموضوعات التي تشترك فيها مجموعة من الافراد لهم اهداف مشتركة،
بينما فشلت مواقع اخرى في تأدية وظيفتها التي تأسست من اجلها حيث لم تستطع تقديم
اية مواد او موضوعات او غيرها يمكن ان تكون ذات فائدة كبيرة لزوارها .
يتضح مما سبق ان الاعلام الجديد ارتبط
بالتطورات التي شهدتها شبكة الانترنت وبالتالي الامكانيات التفاعلية التي اتاحتها
وكانت ابرز تطبيقاتها ما نشهده من مواقع اجتماعية وادوات اتصال ساعدت على مشاركة
المحتوى والافكار والخبرات وقد اتسمت لغة الخطاب السياسي في ظل الاعلام الجديد بانها
سهلة ومباشرة وتشاركية وتفاعلية وتعبوية الى حد ما.