ابراهيم رئيسي المرشح الاوفر حظا للفوز
بانتخابات الرئاسة الايرانية ، وربما بفارق كبير ، وقد اكتسب شعبيته بسبب (
محاربته الفساد ) في ايران وهو على رأس السلطة القضائية .. بينما نحن ما زلنا
نراهن على الفاسدين والمفسدين ، الذين يفترض او
يجب ان يدركوا او يعلموا بانهم ارتكبوا جرائمهم البشعة بحق الوطن ، وان
طريقهم للعودة الى المناصب ليست مفروشة بالورود . ومن المهم ان يذكرهم الشارع
بجرائمهم وفسادهم كلما اتيحت له الفرصة الى ان يقتص منهم .. فما يعاني منه وطننا من اوضاع اقتصادية
واجتماعية ومالية متردية وصعبة ، ليس بسبب
قلة الموارد ولا المشاريع التنموية والبنى التحتية التي اقيم معظمها باموال
المساعدات الخارجية ولا كورونا ، بل بسبب فسادهم وسرقاتهم .. ومع ذلك فما زال هناك
من يصر على المتاجرة بهم رغم انهم افسدوا الزرع واكلوا المحصول .
مع التذكير بان الفساد في العادة له
جذور .. حيث لا يوجد فاسد واحد .. بل شبكة فساد لتخطي الحواجز الكثيرة التي قد
تعيق انجاز المهمة .. لذلك كثيرا ما يكون
الفاسد مطمئنا اذا ما حامت حوله الشبهات او حتى القي القبض عليه ، لانه اما محمي
او انه سيهدد بكشف الطابق .. وبالنهاية الخاسر الاكبر هو الوطن والمواطن . لذلك عندما اكرر عبارة ..
ان المشكلة واضحة في الاردن .. وتشخيصها واضح .. وحلها واضح .. فان هذه كله مرهون
بالنوايا الحقيقة لمطبخ القرار في كيفية التعاطي معها ، والتي هي في النهاية لعبة
مصالح ضيقة على حساب مصالح الوطن .. وهذا يجعلنا نقول مثلا .. باننا لسنا بحاجة
الى لجنة اصلاح لو ان النوايا الاصلاحية سليمة وضمنت اقرار قانون انتخاب تتوافق
عليه القوى والمكونات المجتمعية فقط ، دون تدخلات وعبث بالارادة الشعبية او اعطاء
ضوء اخضر للمال الاسود .. فالحل بسيط فيما لو توفرت الارادة . خاصة ان هناك مجلس
اعيان يستطيع تعطيل كل القوانين والتشريعات
التي يقرها مجلس النواب اذا ما كان هناك توجه لعدم اقرارها بطريقة مخالفة للتوجهات
الرسمية . وبالتالي قد يكون من السهل القول بان لعبة الاصلاح ومن بوابة مجلس
النواب تحديدا ، والذي لا يراد له ان يكون قويا .. لعبة مكشوفة .