يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين
والمحاربين القدامى... تعبير رمزي للحب والوفاء لمن قدموا الغالي والنفيس للوطن
والمواطن وحماية أراضيه، لننعم بحياة آمنة بعيدة كل البعد عن أي معنى من معاني
الخوف والقلق من قادم مجهول يهدد أمننا، هو يوم تمتد ساعاته في حياة الأردنيين
لأيام السنة كاملة انطلاقا من ايماننا المطلق بأن هذه الفئة من أبنائنا يمثلون
حالة حب مختلفة، تغيب بها الأنا ويحضر الوطن.
أفنى المتقاعدون العسكريون والمحاربين
القدامى سنوات طويلة من اعمارهم في الدفاع عن أرض الوطن وأمنه واستقراره، وشهدت
لعطائهم اللامحدود أسوار القدس وتلال اللطرون وباب الواد، وروت دماؤهم الزكية أرض
العروبة في فلسطين والجولان وثغور الوطن، مدافعين عن الحمى وحارسين للحدود من كيد
كل معتد أثيم.
إنه لشعور عظيم في هذا اليوم الوطني
الذي خصصه جلالة الملك تتويجاً لجهود المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، أن
يستعيدوا أيامهم ويستذكروا الانجازات التي قدمت للوطن وأهمية المحافظة عليها
والتمسك بها خدمة للأجيال القادمة وما قدمه جلالة الملك للمتقاعدين العسكريين وسام
تكريم على صدورنا وهي شهادة فخر واعتزاز لنا ولكل ما قدمه المتقاعدين والمحاربين
القدامى للوطن.
كما أن المحاربين القدامى مع أنهم
تقاعدوا من الخدمة إلا انهم لم يتقاعدوا عن إخلاصهم وحبهم للوطن، فهم ما زالوا
يمتلكون الخبرات والكفاءات ويعملون بجد، ويقدرون جهد جلالة الملك الموصول لهم ،
والذي لا يترك أي مناسبة إلا ويستغلها في تكريم وشكر المتقاعدين والمحاربين، فنحن
ما زلنا على عهده باقون ناذرين انفسنا لخدمة الوطن ليبقى قويا صامدا في وجه
التحديات.
لم يغب المتقاعدون العسكريون
والمحاربون القدامى عن أي من تفاصيل الأحداث المحلية، فقد حضروا بشجاعتهم وتميزهم
الذي يشهد له القاصي والداني، ممثلين نموذجا يحتذى للمؤسسة العسكرية المنضبطة
والمثالية والنموذجية، فقد تعددت الاحتفالية والتكريم لكل من عمل بهذه المؤسسة في
خطوات تؤكد الوفاء لها وتقديم الدعم الكامل لها..
ولا بد هنا من الإشادة والإشارة إلى
الجهود الكبيرة لمؤسسة المتقاعدين من خلال التطوير والتحديث والسعي الدؤوب لتقديم
خدمه نوعيه للمتقاعدين من خلال الخدمات المالية الإقراضية الميسرة بكافة أنواعها
ووقف النزف للمشاريع الغير مجديه وتطوير العمل للمشاريع المجدية وتفعيل المشاريع الصغيرة
وتوفير التسهيلات المالية بالتعاون مع الجهات المانحة وزراه التخطيط .وهذا غيض من
فيض...والكثير من الخطوات ان صح التعبير أن نسميها بالجريئة وبالاتجاه الصحيح ان
شاء الله وضمن نهج واستراتيجيه عمل مدروسة لمعالجة تراكمات وتركه ثقيلة تحتاج لوقت
حتى نلمس ثمارها وان شاء الله لن يطول بنا المقام .
والأمل الكبير لا زال قائما من قبل
المتقاعدين القدامى بإعادة هيكلة الرواتب للقدامى منهم وهو طلب قديم جديد أحببت
اعادة طرحه مجددا بهذه المناسبة..
واخيرا نقول ان الوفاء يكون بصادق الولاء للقيادة والانتماء
للوطن ورسالته لإسناد مسيرة التنمية التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى
جانب الإيمان الراسخ بحنكة وحكمة جلالته وقدرته على إعلاء راية الأردن لتحقيق
الطموحات التي ترتقي بالوطن والمواطن نحو الغد المنشود.كل عام وجلالة سيدنا ووطننا بألف خير، رحم الله الحسين الملك الباني
وأمد في عمر جلالة قائدنا ومليكنا عبدالله الثاني وحمى الله الأردن وطناً وقيادةً
وشعباً.