يعد موضوع تصنيف مؤسسات التعليم العالي
من الموضوعات الحديثة نسبيا، والدول التي خاضت تجربته قليلة تسعى للوصول إلى
منظومة قوية من أنظمة التعليم العالي فالولايات المتحدة الأمريكية كانت أول دولة
تصدر تصنيفا للجامعات عام 1983 ثم تلتها مجموعة من التصنيفات العالمية والمحلية
والعلمية والتجارية .
ويمثل التصنيف اسلوبا لتقوية الجامعات
من خلال تقييم برامجها الاكاديمية وانشطتها البحثية وجودة مخرجاتها التعليمية
ونشره الى مجموعة مستهدفة من الطلبة الراغبين بالالتحاق بالجامعات لمساعدتهم على
اتخاذ القرار الانسب او لادارات الجامعات الراغبة بمعرفة نقاط قوتها ومجالات
التحسين للعمل عليها لتحسين الوضع التنافسي لجامعاتهم وتمكين متخذي القرار من رسم
السياسات التعليمية المثلى لتحقيق التميز والجودة في قطاع التعليم العالي .
وعليه فقد اوعز امين عام اتحاد
الجامعات العربي الاستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة باعداد خطة تنفيذية لتصنيف العربي
للجامعات لتحسين مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي لتمكينها من قيادة التطور
العربي .
وتسعى هذه الخطة الى بناء القدرات
التنافسية للجامعات العربية ومد جسور التعاون الاكاديمي والبحثي بين الجامعات
العربية وتسويق الجامعات محليا وعربيا ودوليا، ومساعدة اصحاب المصالح في اختيار
الجامعة وتسريع دخول الجامعات العربية في الاعتمادات الاكاديمي، وتبني الممارسات
العالمية لتطوير جودة الاداء العلمي والاكاديمي والبحثي للمؤسسات التعليمية بما
ينسجم مع التغيرات الدينامية الإقليمية .
كما تسعى الخطة الى تعزيز المشاركة
المسؤولية المجتمعية والانسانية بما يعزز سمعة مؤسسات التعليم العالي العربية
والمساهمة في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي العربية من خلال تحديد
نقاط القوة ونقاط الضعف .
وتقوم
الخطة على محاور رئيسية تعكس قدرة الجامعة المشاركة وتميزها, فالمحور الاول
يتعلق بالبحث العلمي الذي يشتمل على مؤشرات ابرزها معدل البحوث المنشورة في
المجلات المؤثرة وعدد براءات الاختراع وعدد الباحثين ذوي الاستشهاد العالي ومتوسط
عدد الاستشهاد لاعضاء هيئة التدريس ونسبة البحوث المشتركة دوليا ونسبة ما تنفقه
الجامعة على البحث العلمي من المصادر المتعددة .
اما المحور الثالث فهو التعليم والتعلم
حيث اشتمل على مؤشرات ابرزها السمة الاكاديمية ونسبة اعضاء هيئة التدريس لكل طالب
والعبء التدريسي لعضو هيئة التدريس والتعليم الالكتروني ونسبة المدرسين الحاصلين
على شهادات عليا من جامعات معترف بها دوليا ونسبة الساعات التدريبية لاعضاء هيئة
التدريس ونسبة الخريجين الحاصلين على تدريب لاغراض العمل في اثناء دراستهم .
وفيما يتعلق بمحور المشاركة المحلية
والدولية " انفتاح الجامعة على المحيط وعلى العالم " فقد اشتمل على
مؤشرات ابرزها رضا أرباب العمل وجودة الموقع الالكتروني واعضاء هيئة التدريس
الأجانب والطلبة الأجانب ونسبة مشاركة المؤسسة التعليمية في الخدمة المجتمعية
والانسانية ونسبة البرامج الاكاديمية المشتركة والتبادل العلمي للاساتذة وللطلبة
والاعتمادات الدولية والمحلية .