الأزمة حدث هام يترك آثاره العميقة على
مختلف جوانب الحياة في البلاد والأزمة هي لحظة في سياق، واذا كانت الأزمة قد خفت
أو انتهت فإن السياق مستمر وبالتالي فان آثارها ذات حضور قوي وبالتالي تمارس
تأثيرا .
نرى أن على الإعلام انجاز المهام
الرئيسية التالي بعد انتهاء الأزمة عدم التوقف فجأة عن الاهتمام بالأزمة وعدم ترك
الجمهور في فراغ قد تسعى لملئه مصادر اخرى ، درجة التركيز قد تختلف كما ان موقع
الأزمة في تراتب أهمية الأحداث قد يختلف ايضا ، ومع ذلك يجب التدرج في تخفيف
التركز على الأزمة وان كثافة التغطية في المرحلة السابقة يفرضها احتدام الصراع
وتفاقم الأزمة اما الآن فإن الأزمة قد خفت أو انتهت وربما استجدت أمور جديدة
وبالتالي برزت قضايا هامة الأمر الذي يحتم تراجع موضع الأزمة على سلم الأولويات .
لا بد من التركيز في هذه المرحلة من
إدارة الأزمة إعلاميا على استخلاص العبر والدروس والنتائج من الأزمة, انقشع الضباب
الان وخمد غبار الصراع وخف التوتر وهدأت الأعصاب وتكشفت الأمور والحقائق باستطاعة
الإعلام معتمدا على كوادره وعلى قادة الرأي وعلى الخبراء والاختصاصيين تقديم رؤية
معمقة للأزمة والدروس المستفادة منها وان هذا من شأنه ان يسهم في ترسيخ التأثير
الذي استهدفه الإعلام في مرحلة انفجار الازمة واثناءها وتدعيم الاتجاهات التي
أوجددها لدى الجمهور .
الخطورة الاخرى ضرورة اجراء عملية
تقييم شاملة لإدارة الأزمة إعلاميا تشمل هذه العملية الاجابة عن تساؤلات كثيرة
وهامة : كيف كان الاداء الإعلامي عموما ؟ مدى واقعية ومرونة البرامج الموضوعة
ومصاعب تنفيذها ومواقف الكادر وسلوكه وادائه واداء الوسائل الإعلامية المختلفة
واستجابة الجمهور ومجابهة الاعلام المضاد ..الخ.