هناك نوعان من المعالجات الإعلامية
للأزمة ، النوع الأول هي المعالجة المثيرة التي تستخدم تغطية تميل الى التهويل
والمعالجة السطحية والتي تنتهي اهتمامها بالأزمة بانتهاء الحدث وهي معالجة مبتورة
تؤدي الى التضليل والى تشويه وعي الجمهور ، وتعتبر هذه المعالجة استجابة لما تفرضه
اعتبارات السلطة في بعض الانظمة او احتياجات السوق الإعلامية التي تقوم على أساس
التركيز على الوظائف التسويقية للإعلام دون النظر الى الوظائف التربوية أو
التثقيفية .
النوع الثاني هو المعالجة المتكاملة
وهي المعالجة التي تتعرض للجوانب المختلفة " للأزمة " مواقف الاطراف
المعنية ، الأسباب ، السياق ، التطورات ، الآفاق " وتتسم هذه المعالجة بالعمق
والشمولية والمتابعة الدقيقة التي تحترم موضوعها ومتلقيها وتستخدم من اجل تحقيق ذلك
من خلال احد الاسلوبين التاليين الاول النمط العقلي الذي يقوم على اساس تقديم
المعلومات الصحيحة والموثوقة والنمط النقدي الذي يقوم على أساس تقديم المعلومات مع
محاولة اشراك الجمهور المتلقي والانطلاق من المستوى الواقعي لوعي الجماهير وربط
المعالجة بمصالح واهتمامات الناس، وتهدف التغطية المتكاملة الى تكوين موقف متكامل
ووعي عميق بالأزمة من خلال المعرفة العلمية السليمة لمعطيات الأزمة ولذلك يحاول
هذا النوع من التغطية اعطاء صورة كاملة تتسم بالوضوح والاتساق والشمول لمختلف
جوانب الأزمة وتقديم تاريخ وسياق الأزمة وكذلك تقديم آفاق تطورها وهي تراعي في ذلك
كله المستويات المختلفة للجمهور والاعتماد على كوادر إعلامية مؤهلة ومعروفة
والتركيز على الابعاد المحلية للأزمة وتحاول هذه التغطية تجنب المخاطر المتمثلة
بأحادية النظرة الى الأزمة والاقتصار على التغطية الجزئية والاهتمام بالأبعاد
الخارجية وإهمال المحلي او العكس.
تواجه التغطية الاعلامية اثناء الازمة
صعوبات متعددة ابرزها عدم وضوح الازمة وانعدام وقلة المصادر والمؤقتة والدائمة
والمتجددة والدور السلبي للوسائل المعرفة " الوكالات ، الاذاعات ، المصادر
الرسمية" وغياب التنسيق بين الاطراف المختلفة المعنية بالأزمة وطبيعة السياسة
الإعلامية المحددة من جانب دوائر صنع القرار والمستوى العلمي والمهني للإعلاميين
والصحفيين المشاركين في التغطية وتخلف الاداء المهني للإعلاميين وخضوعهم
للبيروقراطية الاعلامية .