بقلم: خوله كامل الكردي
في خضم السباق الرئاسي الامريكي، يظهر
جليا ارتفاع حدة التنافس المحتدم بين الحملة الانتخابية لجون بايدن والحملة
الانتخابية للرئيس ترمب، وما يصاحبه من تراشق للاتهامات بين مرشحي الرئاسة، يبرز
تحدي خطير وجديد في السباق الرئاسي يتمثل في تقدم بعض الناخبين الديمقراطيين بشكوى
مفادها تلقي رسائل تهديد تحذرهم بضرورة التصويت لترمب والا، هذا بالطبع يعتبر
سابقة تقرع جرس الانذار امام المسيرة
الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الامريكية منذ عقود طويلة، فكيف يمكن تصور ان
يتم تهديد الناخبين الديمقراطيين الامريكيين للتصويت لمرشح معين، في دولة تعد من
اكبر الدول الديمقراطية في العالم والحاضنة الاساسية للنظام الديمقراطي وحرية
التعبير.
ان مكتسبات طي صفحة الحرب الاهلية
الامريكية والتي امتدت اجيالا طويلة واعلان الاستقلال عن المستعمر الانجليزي، وضعت
المبادئ الامريكية كالحرية والمساواة والديمقراطية وميثاق تحرير العبيد امام منعطف
خطير، تلجا فيه بعض الاطراف المجهولة الهوية اللعب على وتر العرقيات والذي قد يثير
فوضى عارمة في المجتمع الامريكي، والذي مازال يعاني فيه بعض الامريكيين السود من
العنصرية والتمييز في بعض الولايات الامريكية وبخاصة الجنوبية منها.
والمثير للاهتمام ان الرسائل التي تم
ارسالها كانت من خارج الولايات المتحدة كما اعلنت الجهات الامنية الفيدرالية، غير
معروفة المصدر مما يضع علامة استفهام كبيرة حول الهدف من تلك الرسائل والجهة التي
قامت بارسالها!
وبغض النظر عن من يقف وراء رسائل
التهديد التي تلقاها الناخبين الديمقراطيين، لا يعدو كونها محاولة للتاثير على خط
سير الانتخابات وحرفها عن مسيرتها واثارة نوع من البلبلة تخدم اغراضا لا يعرف
مغزاها الى حد الان. ومع توافد اعداد كبيرة من الامريكيين للتصويت في مقار
الاقتراع في ساعات مبكرة من الصباح، وبشكل غير مسبوق مما يشي بايلاء الامريكيين
هذه الانتخابات اهمية خاصة، حيث يعتبرونها انتخابات حاسمة تستوجب عليهم الادلاء
باصواتهم، في ظل ظروف غاية في الحساسية ينتظر الرئيس الجديد سواء ترمب او بايدن
ملفات مهمة، كالاقتصاد وكيفية التعامل مع كورونا، وملف الامريكيين السود والذي
يهدد بشكل او باخر وحدة المجتمع الامريكي.