بقلم: الدكتور عثمان الطاهات
الإعلام فعالية غائية، نحن نتصل لنؤثر
ولنحقق اهدافا محددة، فيجب ان تكون الأهداف واضحة ومحددة ومفهومة من جانب
المشاركين في العملية الإعلامية كافة، ويجب ان تكون واقعية ، وتتناسب مع الامكانات
المتوفرة ومع الظروف الذاتية والموضوعية ، كما يجب ان تكون الأهداف موضوعية وشديدة
الارتباط بالواقع الملموس .
هنا تبرز خطورة إحلال الشعارات محل
التفكير ، وخطورة التمسك بصيغ عامة وضعت في عصر آخر لمواجهة ظروف مختلفة، ويجب ان
تملك الأهداف سمة الشرعية والقابلية للتحقيق والتنفيذ وهنا تبرز خطورة تعبئة
الجماهير " خاصة اثناء الازمات " وراء أهداف لا يمكن تحقيقها وخطورة ان
تبرز امكانية استخدام التعبئة وسيلة لاخضاع الجماهير لاشراف مركزي بيروقراطي .
تنقسم الأهداف المراد تحقيقها في
الإعلام إلى عدة انواع منها ما يعتمد معيار الدرجة فهناك أهداف عامة وأهداف
تفصيلية او ثانوية، ووفق الطبيعة هناك أهداف ثابتة غير خاضعة للنقاش وهناك أهداف
مرنة قابلة للنقاش وقابلة للتغيير حسب متطلبات الموقف، ووفق المدة الزمنية ، هناك
أهداف طويلة الامد ومتوسطة وقصيرة الاجل .
اما حسب معيار المجال الجغرافي فتنقسم
الأهداف في مجال الإعلام إلى داخلية وخارجية غالبا ما يكون هدف الإعلام الموجه الى
الداخل اثناء الازمة توضيح الموقف وتحصين المواطن وتمتين الجبهة الداخلية وتفنيد
دعاية الخصم وإعطاء الثقة بالنصر، اما أهداف الإعلام الموجه الى الخصم فغالبا ما
تكون زرع بذور الخلاف في جبهة الخصم وتفكيك قواه، والتشكيك في إمكاناته وقناعاته،
وفي هذا الصدد يجب على القيادة الإعلامية الانتباه الى مسألة التنسيق بين مصداقية
الإعلام الموجه للخصم ومصداقية الإعلام الموجه للصديق .