بقلم: عصمت الطاهات
نرجو من مجلس النواب أن يثبت لجموع
المواطنين من خلال ممارسات وتداولات أعضائه أنه قد تعلم من أخطاء الجلسات السابقة
، وخاصة فيما يتعلق بثقافة أصول وقواعد الاختلاف فيالرأي، التي هي من صميم أعمال
الممارسة البرلمانية الصحيحة ، فليس من المقبول أن نشاهد مرة أخرى شجارًا وتشابكًا بالأيدي، أو تبادل ألفاظ خارجة، كما شاهدنا من قبل، كما نرجو الاهتمام الشديد فى
هذا الدور بإحراز تقدم ملموس فى الملفات ذات الأولوية القصوى، التى لم يتم إحراز
أى تقدم فيها حتى الآن، وخاصة ملف المحليات، التى لا يزال المواطن حتى الآن يعانى
يوميًا وبشدة من حالة الإهمال والتردى والترهل الخدمى، التى تعشش فى جميع جنباتها،
التى فشل جميع المحافظين فى فك طلاسمها وضبط أدائها.
ونأمل من رئيس مجلس النواب الأكرم ونوابه
المحترمين ان يطلعونا على إنجازاتهم التي ابدعوا فيها منذ مجيئهم للمجلس او تلك
القرارات التي اثلجت صدور ابناء هذا الشعب الغلبان ؟
هل يستطيع مجلس النواب مثلا أن يقول
لنا ماذا فعل بخفض اسعار المواد التموينية منذ مجيئهم للمجلس النيابي ؟ او اسعار
المشتقات البترولية ؟ هل يستطيع مجلس النواب ان يؤكد لنا بأنهم استطاعوا فعليا
تشغيل او تعيين المئات من الأردنيين في الوظائف ضمن الاصول ؟ ثم ماهي الطرق
والشوارع التي تم اصلاحها في كل مناطق المملكة بناء على طلب النواب والأعيان ؟
إربد على وجه التحديد اين ثوبها في ليلة عرسها ؟ الم يطلق عليها عروس
الشمال ؟ فأين ثوب العروس في ضل تواجد المزيد من الأحداث والفوضى ؟
هل تم العمل على تحسين مواقف النقل
والأسواق الشعبية في اربد ؟ هل قمتم بتحسين مناظر المساجد وفرشها وتحسين شبكة
الكهرباء والمياة ورغيف الخبز؟
ثم هل قام النواب والأعيان ومعهم الدستور والقانون
الأردني بحماية رجل الأمن فعليا من الأعتداء عليه او إهانته ؟
لماذا لم يقم النواب بتعديل بنود
القانون الأردني الخاص بالأحكام وتشديد
العقوبات على العديد من الجرائم .
ثم متى تتوقف لغة التهديد والوعيد
والإساءة لرؤساء الحكومة والوزراء من قبل بعض النواب المهوسين؟
متى تتوقف لغة التهديد والوعيد
والأشتباك بالأيدي ولغة الإهانة بين النواب ؟ ماذا فعل نواب الأمة للعاطلين او
الباحثين عن عمل ؟ هل طالب النواب بتخفيض الرسوم او بحث رسوم تجديد جوازات سفر
المغتربين التي تحصل من السفارات في الخارج بسعر صرف الدينار السابق؟ ثم متى تهتم وزارة الخارجية الأردنية بشكاوي
وملاحظات ابناء الوطن في ديار الإغتراب ؟
متى نرى الوزير في بلدنا يتفقد اعمال العاملين في وزارته ويقف على رؤوسهم ؟
متى نرى السفير الأردني في سفاراتنا في الخارج يسمح بفتح ابوابه المغلقة عليه
ليتابع شكاوي المواطن وهمومه؟ لماذا نتشدق
دوما بسعة الصدر والمحبة والفزعة للاخرين وعند الحاجة لانرى مثلها ؟ فالوزير يقول بابي مفتوح ، والسفير كذلك ومدير
عام الوزارة اكثر من ذلك واي مسؤول يصرح دوما عبر الإعلام ان ابوابهم مفتوحة وعند
الحاجة نجد مليون حاجز امامنا فلماذا كل
هذا الكذب والنفاق تحت شعار الوطنية ؟ ثم متى تســود لغة الحـوار الهادىء بين
النواب في جلساتهم التي يشاهدها القاصي والداني ؟ ثم من يقف مع المحرومين والمظلوم\ين
والمرضى والجوعى والأرامل والفقراء في بلدي ؟ حتى القبور والمدافن اهلكوها واتعبوا
الأموات فيها.
ثم متى يتوقف بعض لنواب والأعيان عن
استغلال مناصبهم في تعيين ابنائهم واقاربهم في دوائر الدولة ؟
لماذا لايتطوع النواب ولو مرة واحدة
بالتبرع براتبهم الشهري لصالح الفقراء
والمحتاجين والأرامل في وطننا الأردني الأغـر دعما لهم كنوع من ( الفزعة )
الأردنية والواجب الإنساني من خلال صندوق خيري وجهة امينة موثوق بها ؟ اما ان
المنصب النيابي لهم اهم من هذا الإقتراح ؟
على اية حال ، نسأل الله جل وعلا أن
يوفق نواب الشعب واعيانـه فى هذا الدور لأن يؤدى كل منهم الأمانة، التى ارتضى
لنفسه طائعًا أن يحملها على كتفيه، وليعلم كل منهم أنه محاسب أمام الله سبحانه
وتعالى إذا فرط أو قصر فى أداء هذه الأمانة على الوجه الأكمل. وعشت ياوطني الأردني
الكبير سالما امنا.