بقلم: الدكتور عثمان الطاهات
تلعب هذه الادوات " الصحف
والاذاعة والتلفزيون والسينما والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي" دورا هاما في عملية
التنشئة السياسية ، اذ تزود المرء بالمعلومات السياسية وتشارك في تكوين وترسيخ قيم
سياسية عند الجماهير ، وتسهم في صياغة موقف الرأي العام المتوافق مع الطبيعة
الثقافية للمجتمع وبلورة اتجاهاته وقيمه ومعارفه السياسية وتحدد وجهة تفكيره السياسي
.
وتتولى هذه الادوات نقل المعلومات عن
قرارات وسياسيات النخبة الحاكمة الى افراد المجتمع ونقل المعلومات عن مطالب وردود فعل الافراد الى
النخبة ، هذا التدفق من اعلا الى اسفل وبالعكس من شأنه العمل على توكيد قيم
الثقافة السياسية السائدة في المجتمع .
وعمدت القيادات السياسية الى تطوير
شبكة الاتصال الجماهيرية لتسهم في تشكيل الثقافة السياسية الجديدة التي تساعد في
عملية الاستقرار السياسي ، غير ان الاعلام الرقمي اصبح في هذه المرحلة الاكثر انتشارا وتأثيرا لانه يعبر عن الانسان من خلال
نقل أدق تفاصيل حياته لاستخدمه احدث المعدات مثل الانترنيت والحاسوب بينما الادوات
الإعلامية الاخرى تتفاوت في درجة تأثيرها على الجماهير .
لقد أسهمت الادوات الاعلامية المتعددة
وما زالت في توعية افراد المجتمع بالقضايا المحلية والاقليمية والعالمية ونقل
القيم الجديدة الى الجماهير وتقديم النماذج السلوكية المدعمة لها غير ان معرفة المرء بالقيم والمعايير والافكار
السياسية الجديدة لا يتبعها بالضرورة تحوله الى الأخذ بها والتخلي عن نقيضها ، اذ
ترتبط هذه العملية بعدة متغيرات من بينها مدى استقرار الثقافة التقليدية في نفوس
الجماهير ونوعية الاطار الاجتماعي السائدة .
وعليه فإنه لابد على الجهات المعنية
والمهتمة بالشأن السياسي العمل على استغلال الاعلام الرقمي خصوصا مواقع التواصل
الاجتماعي المنتشرة حديثاً ووسائل الإعلام الجماهيرية التقليدية استغلالاً صحيحاً
في التنشئة السياسية من خلال تسخير جميع الأدوات المتوفرة في تشكيل اتجاهات الرأي
العام تجاه مختلف قضايا المجتمع، وتحديداً فيما يتعلق بالتنشئة والتثقيف السياسي
في الاردن ، خصوصاً أن كل المؤشرات
والدراسات تتنبأ بتضاعف أعداد مستخدمي هذه الوسائل في الفترة القادمة، على المستوى
المحلي والإقليمي والعالمي.