بما أن أزمة كورونا لازلت قائمة وأن الخطر من بقاءها فترة أطول أصبح يقلق العديد من دول العالم، بات على الجميع أخذ الحيطة والحذر وعدم الاستهانة بها، والارتقاء بالمجتمع على مستوى الأزمة وخطورتها، والالتفات إلى الفئات الأكثر تضرراً من وباء كورونا، فأول تلك الفئات هم العاملين براتب يومي، فهؤلاء بحاجة فعلياً لمن يتفقد أحوالهم، ويمد لهم يد العون والمساعدة، فالأب الذي يعيل أسرة كبيرة ويعيش في بيت للايجار، كيف سيتسنى له توفير حاجات ومتطلبات أسرته اليومية ودفع ايجار البيت وهو عامل بالمياومة؟!
والأمر يتعدى إلى ذلك الطالب الذي يعمل والده براتب بالكاد يوفر متطلبات دراسته الجامعية، وجاءت أزمة كورونا وتضاعف الحمل عليه، فلم يتقاضى راتبه أو انخفض إلى النصف أو استبعد من عمله! ماذا سيفعل؟ كيف سيسدد رسوم ابنه الجامعية؟! هل تنبهت المؤسسات المعنية بشؤون تلك الشرائح من الطلبة الذين ينتظرون لحظة تخرجهم بفارغ الصبر كي يحتصلوا على عمل و يساعدوا أسرهم، من سيدفع اقساط دراستهم؟! وهل ستبقى بعض الجامعات لا تدرك بالفعل الظروف التي يعاني منها بعض الطلاب الذين يعاني آباؤهم الأمرين لتوفير اقساطهم الجامعية؟؛ وتستمر بوضع العصا بالدواليب! اما الدفع أو إيقافهم عن الدراسة؟!
بعض الجامعات إتخذت خطوات مهمة بهذا الشأن، فعمدت إلى تقسيط الرسوم والاقساط الدراسية على طلبتها، وهذا أمر محمود يصب في صالح الطلبة ودعمهم كما قامت الجامعة الهاشمية، ولكن هل يكفي ذلك؟! ما زال هناك طلاب قد توقف مصدر رزق اباءهم وهم في حيرة من أمرهم في كيفية تامين مصاريف دراستهم الجامعية، أليس هناك صندوق الطالب الفقير في كل جامعة؟ لم لا يتم تفعيل عمل الصندوق، ومناشدة المؤسسات والشركات ورجال الأعمال لتقديم التبرعات والهبات السخية، لأجل إنعاش مدخولية الصندوق وإنقاذ مستقبل طلبة كثر؟
فالنكن واقعيين ونقول بأن أزمة كورونا قد فرضت نفسها على المجتمعات البشرية، ومجتمعنا ليس بمناى عن العالم، نعلم أن جميع القطاعات الاقتصادية وغيرها قد تأثرت بهذه الأزمة وتعرضت لخسائر كبيرة، لكن الخير مازال موجود في شعبنا العظيم، والتازر والتكاتف كانا ولا يزالان هو ديدنه للتعامل مع شتى المعضلات والعقبات التي تواجهه، فكثيرة هي الأزمات التي مر بها شعبنا الأردني الكريم، واستطاع باصالته وطيبة معدنه تجاوزها بكل سلام وأمان، فمستقبل المواطن هو بالأساس مستقبل هذا الوطن الغالي.....لذلك نهيب بكل إنسان يهمه امر الوطن، المبادرة والسعي لمد يد العون لكل محتاج متعفف يتطلع لبناء مستقبله، والذي بالضرورة هو بناء وتشييد للمجتمع والوطن، ليكون سندا وعونا للأجيال القادمة.