لقد ظهر جليا هشاشة المنظومة الرئاسية في الولايات المتحدة، خاصة بعد مقتل المواطن الامريكي جورج فلويد، فالبيت الابيض لا يستطيع ان يستمر في نفس الطريق الذي رسمه له ترمب منذ توليه سدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية، فالشدوالجذب بين مقر الحكم والكونغرس والراي العام الامريكي من جهة اخرى لم ينته وعلى الارجح سيستمر اذا ما اعيد انتخاب الرئيس الامريكي ترمب.
تعيش الولايات المتحدة في هذه الاوقات ازمة في غاية الحساسية، والجدال الذي تثيره تصريحات ترمب وتغريداته، يعيد الامور الى نقطة الصفر في انتقاد زعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي له، محاولة الترويج بضرورة البحث عن زعيم يعرف كيف يدير الوضع في امريكا في وقت تعم الاحتجاجات بعض مدن امريكية، مطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة الشرطيين الذين تسببوا بوفاته، فالبرغم من ان حاكم ولاية ميسوري التي جرى فيها واقعة مقتل فلويد وهو ديمقراطي وعد بتقديم المتورطين في مقتل المواطن الامريكي ذو الاصول الافريقية امام المحكمة، الا ان الاحتجاجات مستمرة ولم تتوقف.
ومن ناحية اخرى لا تخلو المسالة من الاستغلال السياسي من قبل الحزب المعارض (الديمقراطي) في تصريحات جاك شومر زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ وادم شيف احد مخضرمي الحزب، وجون بايدن المرشح للانتخابات الرئاسية امام ترمب، والذي ظهر مزهوا بالتقاط الصور مع امريكيين من اصول افريقية ليرسل رسالة مفادها انه مع التعددية في امريكا وضد العنصرية.
اما ترمب فاتخذ خطوة اعتبرت مستفزة وغير مقبولة، واتهامه باستغلال الدين لاجل مكاسب سياسية وعلى راسها الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة، ليصل الامر بان يناى بعض اعضاء ادارته عن خطوته المثيرة للجدل.
ان محاسبة قتلة فلويد باقصى سرعة كفيل بان يهدا الشارع الامريكي الغاضب، ويصب في مصلحة اعادة انتخاب الرئيس ترمب مرة اخرى، في حال دعى الى ذلك وشدد في تصريحاته بدل ان يصب الزيت على النار ويهدد بانزال الجيش لقمع الاحتجاجات، حيث واجه استهجان من جميع فئات المجتمع الامريكي ومن قيادات في الجيش نفسه بانتقاد لاذع من قبل وزير الدفاع السابق ماتيس، ولتصبح الكرة في ملعب الديمقراطيين وبخاصة منافسه جون بايدن.
ان تحدي مطالب الشعب الامريكي بمعاقبة قتلة فلويد، لن يجلب سوى مزيد من السخط والغضب على ادارة ترمب وسياسته في ادارة الازمة الداخلية، وسيكون هو الخاسر بالتاكيد.