وتتصاعد الأزمة العالمية وبخاصة الصحية منها بسبب ظهور فيروس كورونا، حيث باتت الحاجة ملحة للالتفات إلى الجوانب الخفية من الأزمة الكورونية، والتي ظهرت جلياً بانهيار القطاع الصحي في كثير من دول العالم، وبخاصة الدول الأوروبية والتي من المفترض أنها تمتاز بنظام صحي متطور ومتمكن، لكن في ظل هذه الظروف الصعبة، أعلنت تلك الدول كاسبانيا وإيطاليا عن خروج الأمور عن السيطرة، بالاضافة إلى التوجسات الفرنسية والبريطانية من فقدان السيطرة على جائحة كورونا.
فقد لوحظ إرتفاع وتيرة الشكوى من دول الاتحاد الأوروبي، بتقصير تلك الدول عن مساعدة الدول التي انتشر فيها فيروس كورونا، فايطاليا وجهت انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي ووصل الأمر ببعض الإيطاليين إلى حرق علم الاتحاد الأوروبي بحجة عدم مساعدتها في أزمتها، والارتفاع المخيف في أعداد الوفيات، مما حدا ببعض المستشفيات بتفضيل علاج شريحة الشباب المصابين بالكورونا على كبار السن، بسبب نقص المعدات والأجهزة الطبية، واقتضاض المستشفيات بأعداد المصابين وفقدان الأسرة، هذا إلى جانب انتقاد رئيس صربيا للاتحاد الأوروبي بسبب عدم تلقيها المساعدة اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، ليظهر مقبلا العلم الصيني، تعبيراً عن الشكر والعرفان للمساعدات الصينية لدولته، واستنكارا لتباطؤ وصول المساعدات الأوروبية لصربيا وغيرها من الدول، حيث انبرى الرئيس الفرنسي ماكرون للرد وتوجيه انتقاد لاذع لتلك الدول، بأن الاتحاد الأوروبي قدم كل ما يستطيع تقديمه لإيطاليا وصربيا، وأن فرنسا نفسها متخوفة من تكرار سيناريو ايطاليا واسبانيا.
إن الأزمة الكورونية قد أزاحت الستار عن كثير من القضايا الشائكة والتي يعاني منها العديد من الحكومات في العالم، حيث كشفت هذه الأزمة عن الأنانية في التعامل مع هذه الأزمة، وقصور النظر الواضح في بنية المنظمات والاتحادات والكيانات الدولية، فظهرت وكأنها أوهن من بيت العنكبوت.
إن مستقبل الاتحاد الأوروبي بات على المحك، فهل سيتعرض للانهيار بعد إنتهاء أزمة كورونا؟ أم سيحتاج إلى إعادة النظر في قوانينه؟ خصوصا بعد ترك بعض دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تواجه مصيرها مع وباء الكورونا، حتى وصلت أعداد الضحايا إلى أرقام لا يمكن تصورها.