لقد اعلنت وزارة الصحة منذ ايام عن اول اصابة للكورونا لمواطن عائد من ايطاليا، وبهذا يكون الاردن قد انضم للدول الساعية الى مواجهة مرض الكورونا بشتى الوسائل والسبل الممكنة، لذلك بات جليا على الحكومة الاردنية اتخاذ كافة التدابير والخطوات الضرورية وبمشاركة المجتمع المدني للعمل سويا لمكافحة فيروس كورونا، والحد من تفاقمه لا سمح الله.
ومن بين القطاعات التي من الاهمية بمكان ايلاؤها العناية الكافية والعاجلة لمنع انتشار المرض، القطاع التعليمي فعلى وزارة التربية والتعليم الايعاز الى مديرياتها في مختلف المناطق، والادارات المدرسية بعمل فقرة توعوية يقدمها مندوبون من وزارة الصحة ومديرياتها التابعة لها، وذلك لنشر الوعي الكافي في كيفية توفير الحماية اللازمة للطلاب في المدارس، والتعرف على الطريقة الصحيحة في غسل الايدي بالصابون وبشكل متواصل، واهمية حمل المناديل عند السعال والتخلص منها بالطريقة الصحيحة، بالاضافة الى تنظيف الفصول الدراسية بانتظام، وتوفير المياة في المدارس، واتباع القواعد الصحية للنظافة الشخصيةوالنظافة العامة. الى جانب ضرورة لفت انتباه امانة عمان الى تنظيف الاماكن المحيطة بالمدارس، وجمع القمامة المتراكمة بشكل دوري وتوفير مستوعبات كافية للقمامة.
ان النظافة من افضل الطرق الوقائية لحماية الانسان من شرور الامراض، والمسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجتمع المحلي والبلديات والمحافظات. وعليه فان مفتاح الوقاية من مرض الكورونا وتفعيل دور المدارس الموضوعي والجاد لتفادي الاصابة بالامراض، يقع ايضا على المجتمع المدرسي من ادارات وهيئات تدريسية وعاملين، في توجيه وارشاد الطلاب لطرق العناية بالنظافة الذاتية والابتعاد عن اماكن تراكم النفايات وعدم جعلها مكانا للعب واللهو، وتجنب الاقتراب من الحيوانات الحية او النافقة لتفادي العدوى، ولا باس بان تقوم الاذاعة المدرسية بتخصيص فقرة توعوية للطلاب اثناء الطابور المدرسي، وقيام الادارة المدرسية باعداد ملصقات ومنشورات تصب في هذا الشان، ولا يمكن في هذا المقام اغفال دور الغذاء الصحي المدعم بالفيتامينات بخاصة فيتامين "سي" وهذا لا يتاتى الا بتفعيل دور المقاصف المدرسية بتقديم طعام صحي للطلاب، وقيام وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة الغذاء والدواء بالتفاهم مع القطاع الخاص للمساهمة في تقديم المساعدة في مجال تجهيز الطعام الصحي لتقوية جهاز المناعة ومحاربة فيروس كورونا.
حمى الله الجميع في هذا الوطن الغالي، فبتعاون كافة القطاعات وتكاتف الجهود، نستطيع مجابهة اي مشكلة قد تطرا على المجتمع.