في كل مرة يستلم المواطن فيها فاتورة الكهرباء، يفاجئ بازدياد ثمن استهلاكه للكهرباء، فيصيبه الذهول والعجب، ليبدأ في سؤال نفسه لماذا ترتفع فاتورة الكهرباء في كل شهر؟! فيشرع بلوم نفسه وأهل بيته على استهلاكهم الفاحش للكهرباء، ولكن في هذه الفترة لاحظ جميع المواطنين ارتفاع غير مسبوق في فواتير الكهرباء، فيقررون مراجعة الشركة محاولين الاستفسار عن سبب إرتفاع فاتورة الكهرباء، يأتيهم الجواب أن استهلاكهم قد ازداد هذا الشهر، فيدخلون مجدداً في دوامة من الحيرة والتذمر.
إن مشكلة إرتفاع فاتورة الكهرباء، كانت ولازالت الشغل الشاغل للغالبية العظمى من المواطنين، وسر قلقهم ومشاكلهم الشهرية، يأخذ المواطن فاتورته ويده على قلبه، خوفا من أن يرى أرقاما فلكية تشعره وكان هزة أرضية قد حدثت!! فليس من المعقول أن ترتفع فاتورة الكهرباء إلى الضعف، وعندما يسأل ويستفسر عن السبب، يصدم برد غير منطقي..وكرد فعل على ما حدث، ارتفعت أصواتا مطالبة بأن يمتنع المواطنون عن دفع فواتير الكهرباء، وليزداد الغضب الشعبي وتخرج مبادرة "مش دافعين", لتكون معبرا حقيقيا عن الواقع الذي يعيشه المواطن من ازدياد ملحوظ في فواتير الكهرباء، مطالبين الحكومة للنظر بشكل جدي في أسباب إرتفاع فواتير الكهرباء، ولتخرج الحكومة بعد ضغوطات شعبية كبيرة، لتعد المواطنين بمراجعة الأسباب الحقيقية وراء تلك المشكلة، فتشكل لجنة محايدة لدراسة مطالبات وشكاوى المواطنين، لعل وعسى تشفي غليل المواطنين، وتقدم لهم الحلول المناسبة والدائمة لا حلولا مؤقتة ما تلبث أن تتلاشى مع مرور الوقت، الهدف منها إسكات الأصوات الرافضة والمنادية بعدم دفع فواتير الكهرباء.
إن الشركة الوطنية للكهرباء يوضع على عاتقها مسؤوليات كثيرة، من أهمها أن تخفف عن كاهل المواطنين تلك التكاليف العالية التي تحملها الفواتير في كل شهر. فما معنى أن يستمر إرتفاع فواتير الكهرباء بشكل متواصل شهراً بعد شهر، هل تريد الحكومة أن يعيش الإنسان الاردني في العتمة ويعود إلى العصر الحجري، حتى تنخفض فاتورة الكهرباء؟! أم تريد منه أن يعيش في حالة من القلق والشجار الدائم داخل بيته، عن المسبب الرئيسي وراء إرتفاع استهلاك الكهرباء؟!
لقد بات على الحكومة أن تضع حداً لمشكلة إرتفاع فاتورة الكهرباء، كي تساعد المواطنين على التصدي لتلك المشكلة الأزلية، لا أن تكلفه فوق طاقته وتزيد الضغط والعبء عليه، حتى صار همه الأول والأخير كم جاءت فاتورة الكهرباء؟!