المملكة الخامسة اردنيا قادمة لامحالة وهذا تطور طبيعي وهنا لا اقصد تغير في رأس مؤسسة العرش حاليا - مع ان التغير هذا قادم طبيعيًا - اما بعد عمر مديد لجلالة الملك عبدالله او تتويجه لولي عهده في حياته (وارد في حسابات شخصية كالملك عبدالله) لكن جلالته له وجهة نظر في شكل ونوع الحكم والدولة التي يريد ان يسلمها لفلذة كبده سمو الأمير حسين وقد صرح بهذا خلال احدى لقاءاته الصحفية، لذا إجتهدت بمجموعة من المحاور التي قد تشكل تحدياَ للمرحلة المقبلة لتشكل الاردن المتقدم تكنولوجياَ القادر على مواكبة المستقبل كدولة لها مكان فيه:
1. التطور التكنولوجي عالميًا: ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة والتي بدأت فعليا ولكن ليس على النطاق التجاري وقد عالجت هذا الموضوع سابقًا بمقال سابق.
2. البحث العلمي: لمواكبة التطور في العلوم والمفاهيم والتي سوف تنعكس على الدول والافراد حيث ان تخصصات كثيرة سوف تندثر او تقل اهميتها بالمقابل ظهور علوم جديدة وهن جديدة لم تكم من الماضي لذا لابد من رعاية خاصة للموهوبين والمتفوقين وتوجيههم نحو علوم المستقبل وكنت قد كتبت مقال بعنوان وزارة البحث العلمي وجامعة المستقبل.
3. رجالات الدولة: لقد ورث جلالة الملك عبدالله مجموعة من رجالات الدولة كما ورث العرش ولكن لم يكن هؤلاء الرجال بمستوى الطموح والمرحلة، وهو كان مضطرا في بداية حكمه وقد يكون الرزاز هو رئيس الوزراء الوحيد الذي لم يكن من رجالات الاْردن في عهد الحسين الباني رحمه الله وقد عبر جلالته عن عدم رضاه في مقابلة صحفية في بداية حكمه ولا اعتقد ان جلالته في خطته ان يكون هؤلاء جزء من المملكة الجديدة وقد يكون هذا من أسباب تمسكه بالرزاز (مع ضعف أدائه) مع ان الكثير من الشخصيات السياسية متشائمين بالمستقبل مع أنهم بالأصل موظفين في الدولة وهم صناعة الدولة؛ وبعد خروجهم من المناصب العامة يقومون بدور المعارضة مع انجاز وأداء ضعيف خلال تسلمهم المسؤولية والكل دائما يطالب بتغير الحكومات لعلى وعسى يعود للمنصب الحكومي،الاْردن بحاجة لجيل جديد من الشخصيات السياسية.
4. التطور المتسارع في القضية الفلسطينية: وما يعلن بعض السياسين الأمريكيين حول نظام الأقاليم وصفقة القرن ووجود الأردن وحيدًا في مجابهة تبعيات هذه الصفقة خاصة وان الخيارات الاردنية محدودة وقد تكون غير فاعلة مع تبعية اقتصادية للدعم المالي الأمريكي السنوي الذي يصل لملياري دولار سنويًا ومديونية عالية للبنك الدولي وتدني الإيرادات وزيادة الإنفاق.
5. عدم نضوج التجربة الديمقراطية الاردنية: وعدم وجود اتفاق بين جميع الجهات والأحزاب والمعارضين (سمهم ما شئت) على خارطة طريق او رؤيا واحدة وثابتة للإصلاح والكل ينظر للموضوع من زاويته الضيقة بالإضافة الى المكون الديمغرافي الاردني الغير متصالح مع نفسه والهوية الاردنية الغير ثابتة عند البعض.
6. المشاريع الضخمة: متعددة القطاعات لدعم السوق وزيادة حجمه وقد ناقشت هذا الأمر بمقال سابق
7. البوصلة السياسية: واضحة للسياسية الخارجية وعدم وجود حلف ثابت للدولة الاردنية التي اعتمدت الوسطية وعدم التدخل ولعب دور الوسيط وعدم الانحياز لطرف. والافضل الاتفاقات والتكتلات الاقتصادية اكثر تاثيرا من السياسية والإقليمية لان الاقتصاد هو الأساس والسياسة هي التابع فالاتفاقيات الاقتصادية تعطي مفاضلة بالأسواق والسياسية لا تعني شيء الا في مقدار الدمار فقط ودول متناحرة اقتصادياَ او سياسيا تذهب لشريك اقتصادي لانه لديه اتفاقية اقتصادية لأعدائها السياسين وهذه حكمة هذا العصر.
8. قرارات الحكومة الحالية: خاصة الاقتصادية خصوصاَ الإصرار على الاقتراض ووصلت لدرجة الاقتراض لخدمة الدين وهو اسوء انواع الاقتراض وهو لا سمح الله المرحلة التي لا عودة بعدها وكذلك الاعتماد على اكبر صندوق اردني وطني وهو الضمان الاجتماعي من خلال الاقتراض لغايات دفع الرواتب والقرار الأخير والمرتبط بقرار مرتقب لتحويل العجز في دفع الرواتب باتجاه الضمان الاجتماعي بالتقاعد الإجباري لمن خدم ٣٠ و ٢٥ و ٢٠ عاما بالتدريج ضمن خطة بدأت فعلًا مع تشددها وعدم تشجيعها في نفس الوقت للتقاعد المبكر.
9. الحريات العامة: واختلاط مفهومها من كلا الجانبين الحكومة والشعب ادى الى وجود قوانين مكممة وتطاول من الجانب الاخر وظهور ما يسمى بالمعارضة المضطربة.
10. تمكين القطاع الخاص: فلابد من حصر دول المؤسسات الحكومية بالدور التنظيمي والرقابي فقط.
11. إدخال التكنولوجيا الى الحياة اليومية: بفكر صحي وحقيقي حيث ان اغلب الخدمات التي تم اطلاقها بفكر بشري وروتيني فقط دون استخدام الأفكار التكنولوجية والذكاء الصناعي و بلاك جين.
12. بنك البيانات الوطني: وليس مؤسسة إحصاءات ويعتمد على البيانات الضخمة وفكرها وفلسفتها وتحليلها بطرق علمية تكنولوجية اقتصادية سياسية أمنية وقد كتبت مقالا ايضا بهذا الموضوع لمن يحب الاستفادة.
13. الشباب: هو الهم الأكبر والذي بالأصل ثروة الاْردن ونفطه فالشباب غارق بالبطالة وضبابية المستقبل وهذا يقوده الى افكار متطرفة والحكومة لم تكن جادة باشراك الشباب سياسيًا وإعطاءه الفرصة للقيادة وللأسف فان كل الاختيارات الشبابية لم تكن على قدر المسؤولية وكانت لفوائد شخصية وعلاقات شخصية.
14. المرأة: وتمكينها يجب تطوير الدور الذي تاخذه بالمجتمع طبعًا ضمن حدود مفهومنا التراثي والأخلاقي.
15. الاستثمار: في الاْردن لم يولد بعد والواضح انه يتم التوجه لإجهاضه خاصة مع إجراءات الحكومة والشخوص المجربين سابقًا بفشلهم فالنتيجة متوقعة ولقد ناقشت هذا بمقالات عديدة.
الحلول في الاْردن جوهرها الموارد البشرية الحقيقية والتكنولوجيا الحديثة المبنية على الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الصناعي والريادة فالمشكلة بالإدارة وطريقة الإدارة، فالموارد البشرية أولتها إدارة المشاريع بجميع مفاهيمها ومناهجها وسيناريوهاتها ابتداءا من اختيار مدراء المشاريع الذين يستطيعون التخطيط والتنفيذ وتوظيف فرق العمل الحقيقية القادرة على الإنجاز بخطة زمنية ومالية ضمن مؤشرات اداء محكومة بنظام ضبط وتاكيد جودة محمية بخطة إدارة مخاطر وليس كوارث شاملة؛ لذا فإنني هذا المقال اخاطب راس الهرم جلالة الملك عبدالله وأقترح تاسيس لجان مختصة على شكل خلايا عمل مرتبطة بمجلس اعلى تحت قيادة ولي العهد لعمل دراسة مرجعية شاملة تعتمد على ارقام وبيانات مأخوذة من دراسات اكتوارية توضع في بنك معلومات وطني للتخطيط لقادم الأيام ليكون هذا المجلس واللجان والخلايا الاقتصادية السياسية والاجتماعية والإعلامية والأمنية وخاصة من ذوي الرتب المتوسطة هم قادة المرحلة القادمة لان لكل جيل احتياجاته وتحدياته التي لا يفهمها الا هو والعلوم في العالم قد تغيرت والجيل القديم غير قادر على استيعاب التكنولوجيا والعلوم الحديثة ليكونوا هم الرابط بين الدولة الرابعة والدولة الخامسة دولة التكنولوجيا والفكر السياسي الحديث فدول كثيرة قد سبقتنا بتجاربها من اليابان التي بعد خروجها منكسرة من الحرب العالمية الثانية أرسلت شبابها لدراسة العلوم في دول العالم التي هزمتها وعادوا بعد سنوات وبنوا بلدهم بفكر إعادة الهندسة التطويرية والتصنيع وكذلك ألمانيا والصين اخر التجارب بالهندسة المعكوسة ووصلت لما وصلت له فلم تعد الموارد الطبيعية هي الثروة بل الإنسان حيث ان بعض الشركات العالمية تربح اكثر من اكبر الدول الصناعية ومثال ذلك ابل وسامسونج وغيرها ودول ليس لديها موارد طبيعية كسويسرا بالساعات والشكولاته وهي ليس لديها اي من مدخلات إنتاجها واليابان والصين ليس لديهم طاقة او مخزون استراتيجي منه. الطريق ليس مستحيلا ولكنه ليس سهلًا وأيضا ليس طويلا كما يصفه مدعي النهضة والرفاة والإنتاج فالاردن لديه قيادة ذات بعد وشعب عظيم ذو امكانات كبيرة شابة وناجحة في دول العالم ولكن يحتاج ان يحصل على فرصته في بلده ولا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، وويل اذا ولي الأمر لغير أهله حمى الله الاْردن قيادة وشعبا وحفظه من المدعين والجهلة الذين يقولون ما لا يفعلون والذين دائما ينقلون صورة غير حقيقية بان الأمور على أفضل وجهة لا الأمور سيئة ولكن من السهل تعديلها، والانتطار ليس لصاحنا فليس لدينا رفاهية الوقت.