لا يخفى على احد الاوضاع الحرجة التي تعيشها امتنا الاسلامية، فكثير هم المسلمون الذين يعانون ظروفا صعبة من التمييز والتهميش والاضطهاد، والامثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى، فقد عانى المسلمون الروهينجا من تشريد وتهجير وتطاول على حقوقهم، ما لم يعانيه احد من البشر في العصر الحديث، مما ادى الى فرارهم طلبا للامن والبحث عن ماوى يوفر لهم حياة خالية من القمع والتغول على حريتهم وعقيدتهم وممتلكاتهم.
ان وضع عديد من المسلمين في العالم يشوبه التوتر والتمييز، لا يحصلون على ادنى حقوقهم الانسانية، فيعانون الامرين من قوانين جائرة تجبرهم على ترك طقوسهم وشعائرهم الدينية، ويحرمون من ممارسة ابسط حقوقهم التي كفلتها لهم كافة الشرائع والمواثيق والمعاهدات الدولية منذ زمن بعيد، حيث تعرضوا ويتعرضون لانواع من التهميش والاعتقال التعسفي والسجن الانفرادي في اوضاع اقل ما توصف باللادمية، ناهيك عن التعذيب الوحشي وتشديد القيود عليهم وعلى اسرهم، فهل تتحرك المنظمات الاسلامية وتغيثهم وتنتشلهم من براثن القهر والظلم؟!
ان امتنا الاسلامية تواجه تحديات كثيرة، وما هذه الفترة التي تمر بها، الا تعتبر من اصعب واحلك الفترات، فقد ولى الزمن الذي كان يغاث فيه المسلمين اينما وجدوا في العالم، وبات مصير العديد منهم في مهب الريح، من قمع وظلم وقهر وقتل وتشريد، يواجهون صنوف من التميز العنصري البغيظ، ما من مغيث لنداءاتهم المستمرة الا الله.
لقد تناست امتنا الاسلامية الدور الذي كانت تطلع به، في وقت كان للمسلمين عزتهم وكرامتهم، فهم على ما يبدو من اكثر الامم تعرضا للظلم والتمييز، في حين انشغل اخوانهم في مصاعب الحياة ومرارة العيش والتضييق عليهم، والجري خلف رغيف الخبز، لم يختلفوا في همهم عنهم الكثير، ولنرجع قليلا الى الوراء ونتذكر تلك الحرب التي شنت على مسلمي البوسنه والهرسك ومسلمي كوسوفو واقريقيا الوسطى، قتل فيها العديد من المسلمين وشردوا وهجروا من ديارهم، من غير ان يرمش للعالم جفن شفقة عليهم وعطفا، وساعدوهم على مضض في تمثيلية هزلية بائسه، حتى تتناقل وسائل الاعلام انسانية اوروبا وعطفها على المساكين المسلمين! وكانهم لم يمولوا قاتليهم بالخفاء.
خلاصة القول: ونحن في مطلع 2020، نرجو الخير لكل انسان في عالمنا الاسلامي ولكل حر شريف في هذا العالم، وندعو الله ان يعم السلام في جميع ارجائه والاسلام في عزة ومنعة.