عام 2016 في مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي ظهر مفهوم الثورة الصناعية الرابعة وهي التحدي الذي يواجه العلم حيث تحقق الثورة الصناعية الرابعة تلاشي الحدود بين الأنسان والتكنولوجيا ومزج العوالم الرقمية والفيزيائية والبيولوجية، تفتح اليوم الأبواب أمام احتمالات لامحدودة من خلال الاختراقات الكبيرة لتكنولوجيات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد، والحوسبة الكمومية، وسلسلة الكتل (Blockchain)، وغيرها. وتحتاج جميع الحكومات لتتكيف مع هذه التغيرات والمفاهيم بدعم القوى العاملة لتصل لهذا الانتقال بشكل جيد بحيث يكون لهم قدرات وامكانات مختلفة ومتقدمة من إدارة التكامل و استيعاب التقنيات ومعايير لتقييم راس المال البشري والفيزيائي وتنوع المعارف والتعليم، في الأردن لم أجد اي شيء يشير الى الاستعداد لهذا التطور بخلاف ذكره بأحد خطابات دولة رئيس الوزراء علمان أن الثورة الصناعية الرابعة ثورة تكنولوجية وتحاج الى استثمار في الموارد البشرية اكثر من الموارد الطبيعية، والدول القادرة على تحقيقها سوف تخرج من مشاكلها الاقتصادية او تظهر كقوة اقتصادية جديدة.
سنة ٢٠٢٠ قمة العشرين في الشقيقة الكبرى السعودية حيث تتمحور تحت عنوان مهم وهو: "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"، ويتفرع عن هذا الهدف ثلاثة محاور رئيسة: تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديد، الدول المشكلة للقمة هي أكبر اقتصاديات العالم واكثر من 75 من سكان العالم ، وتستضيف القمة لهذه الدورة ثلاث دول هي الأردن وسنغافورة واسبانيا.
القمة قد بدأت فعليا بإستلام السعودية للرئاسة حيث أن مفهوم هذه القمة بفعاليتها يبدأ منذ استلام الدولة وانتهائها بإجتماع القمة على مستوى رؤساء الدول ويكون في شهر نوفمبر حيث ستضيف قبل انعقاد القمة أكثر من 100 اجتماع ومؤتمر تشمل اجتماعات وزارية واجتماعات لمسؤولين رسميين وممثلي مجموعات التواصل، وهي: مجموعة الأعمال (B20)، ومجموعة الشباب (Y20)، ومجموعة العمال (L20)، ومجموعة الفكر(T20)، ومجموعة المجتمع المدني (C20)، ومجموعة المرأة (W20)، ومجموعة العلوم(S20)، ومجموعة المجتمع الحضري (U20) .
السعودية فيما يخص الثورة الصناعية الرابعة قد باشرت وحسب رؤية 2030 لتصل الى تريليون ريال دخل سنوي من خلال الاستثمار في التكنولوجيا حيث تم المباشرة منذ عام 2017 من خلال مبادرة مركز الابتكار لمواكبة الثورة الرابعة وهو مصنع ذكي لدمج الانظمة الالكترونية المادية للتصنيع الذاتي، والوصول لعمل حكومي بدون ورق ودعم المدن الرقمية ...الخ، السعودية بدأت بطريقها نحو العالم الجديد.
تكاليف الثورة الرابعة قليلة وأرباحها عالية كما هي الصناعات التقنية عالية الربحية، والاْردن يحتاج لمشاريع عظمى وليس كبرى والأمر سهل بالتنسيق مع من يمتلك التكنولوجيا ومن يريدها والاستفادة من الموقع الجغرافي والأيدي العاملة المؤهلة والاتفاقيات الدولية ولكن يبقى السؤال متى نبدأ ومن هو القادر على النهوض بالأردن وجميع المعلومات والآراء توكد أن دولة الرزاز وفريقه المعين بناء على الصداقات والتنفيعات قد فشلت في إدارة الوضع الاردني وللاسف الأمور غير مرضية وهذا ما صرح به جلالة الملك اكثر من مرة وآخرها خلال لقاءه الشباب في جامعة اليرموك؛ سياسيا فلا علاقات او تحالفات، واقتصاديا شلل غير مسبوق بالسوق وقلة انفاق وارتفاع الضرائب وزياد المديونية بنسبة عالية والبطالة التي تزداد فلم تستطيع الوصول الى ارقام التشغيل السنوية وهي أدناها 40 الف فرصة طبعا اذا سلمنا بدقة تصريحات وزير العمل ان الوظائف 30 الف فرصة، آن الآوان النظر للغد القريب جداً وتغير هذه الحكومة بكل شخوصها وأن يخرج رئيسها بشجاعة ويعتذر للشعب والقيادة بأنه فشل بما صرح له وتبقى الارقام بيننا وليس استخدام المنصب وبصوت مرتفع ليخاف الأخر ويضطر أن يصمت ترفعا او قد يكون جبنا من قوانين تكميم الأفواه، فكيف يفقر بلد فيه موارد بشرية مؤهلة والصخر الزيتي وأجود السلكا واليورانيوم؟؟!!
العلاقات السعودية الاردنية بحاجة لاعادة هندسة، فبعيد عن المجاملة الدبلوماسية هناك فتور في العلاقات، وهذا غير مرضي للطرفين قيادةُ وشعباُ لما تمثله هذه العلاقات من بعد استراتيجي وعمق جغرافي تاريخي للبلدين، وبما أننا نتكلم عن الثورة الصناعية الرابعة فإن الأولى أن تضافر الجهود لمصلحة البلدين فالشراكة بينهما اصلا موجودة وبحاجة للتفعيل، ونعول على السفير السعودي المكلف حديثاُ سعادة نايف بن بندر السديري وهذه بداية جيدة للتواصل والتعامل، والاولى دعوة ولي العهد السعودي للأردن، حيث انه صاحب مبادرة 2030 وهو الذي يتابع الأمور التنفيذية في المملكة السعودية وملف قمة العشرين بيده وهو الشاب الذي ينقل السعودية للغد، لفتح صفحة جديدة بالعلاقات حيث لا لجنة سعودية أردنية عليا أسوة بالعلاقة الاردنية ببعض الدول العربية وبعد اعفاء مبعوث الاْردن للسعودية باسم عرض الله نحن بحاجة لعلاقة تشاركية متبادلة تؤكد العلاقة استراتيجيا وتاريخيا، فرئيس الوزراء الاردني الحالي او وزير الخارجية ليس لهما عمق او جذور او بعد مع الأشقاء العرب وفي مقدمتها الشقيقة سوريا عمقنا الطبيعي والجغرافي والتاريخي وهو الذي اصوله تعود لها لذا فمن الواجب سد هذا الفراغ لتحسين العلاقات مع دول الجوار والعربية بشكل اكبر فمنذ تشكيل حكومة الرزاز تقريبا العلاقات الاردنية العربية غير مفعلة بغض النظر عن بعض المجاملات للسياسية وحتى زيارة العراق للان لم تأتي اثار ملموسة التي اعطيت ثقل إعلامي كبير وتوقيع اتفاقيات وبقي كل الهم الخارجي على جلالة الملك وهو لا يكل ولكن الأمور تحتاج لمتابعة يومية وتفاصيل كثيرة لا تستطيع القيادة السياسية العليا ان تتابعها ولا كادر القصر لان بعضها يحتاج قرارات تنفيذية وتعديلات تشريعية.
إن الغاية هو العمل المشترك والاستفادة من هذه الفرصة التاريخية بدعوة الاردن لحضور هذه القمة للنهوض بالاردن ويبقى الدور علينا فأنني اشدد أن يتم تشكل لجنة خاصة وعليا لهذا الشأن مع مفهوم الثورة الصناعية الرابعة لهذه القمة والاتصال بالاشقاء السعوديين بشكل مستمر ومتواصل على أن نكون جزاُ من فريق العمل والتواصل لتكامل التكنولوجيا بين البلدين لما لكل بلد من ميزة بهذا الخصوص للوصول بقوة وبسرعة للثورة الصناعية الرابعة التي إن شاء الله ستضع الأردن في الخريطة الأقتصادية العالمية بكوادره وشعبه وقيادته، والفرص لا تحدث كل يوم فالعمل يجب أن يكون على جميع النواحي السياسية والفنية والاقتصادية للوصول لما نصبوا اليه.