الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
العقبة.. نفط الاردن
نشر بتاريخ : 11/4/2019 2:23:02 PM
د. ابراهيم سليمان العجلوني

تاسست منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عام 2001 ، ومنذ تأسيسها يوجد تضارب بالاراء حول المنطقة ومازال بين مؤيد ومعارض وكلٌ له مبرراته واسبابه، العقبة كمدينة لها جزء كبير في قلبي حيث انها مسقط راسي، ولدت بها بسبب عمل والدي رحمه الله في بداية السبعينيات من القرن الماضي كاول مديراوقاف لها وترعرت بها قليلا ولم تكن العقبة كما هي الان في كل شيء. العقبة كانت في قلب وفكر الراحل الكبير الباني جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وتابع واشرف جلالته شخصيا على تطورها، والمتابع لتطور العقبة يفهم كم هي العقبة مخططة ومن افضل مدن المملكة، وتابع جلالة الملك عبدالله الثاني الاهتمام بالعقبة، فكانت باكورة فكره في توأمة القطاع الخاص والعام للنهوض والتطوير الاقتصادي.

 

في مقالتي هذه لن اخوض لوجهات النظر المتضاربة حول العقبة الاقتصادية ولكنني ساتحدث بعين الخبير في ادارة المشاريع دون التطرق الى مسائل حسابية او اقتصادية، للعلم لم ازر العقبة منذ مدة وكان الهدف من زيارتي ان اسكشف ماذا حصل بمعشوقتي العقبة، اصريت ان تكون زيارتي عفوية متقمصاً دور السائح الاجنبي منذ لحظة تخطيطي للزيارة لأعيش التجربة سياحيا واقتصاديا وخاصة وانني تطرقت للاستثمار والسياحة باكثر من مقالة سابقة، لذا وددت ان اكون محايدا وبفكري الخاص بادارة المشاريع.

 

قصص النجاح في العقبة لا يستطيع احد ان يخفيها مجموعة من الفنادق الفخمة العالمية وبمستوى متميز من جميع النواحي والمدن السياحية المصغرة والحمد لله قد انجزت من ايلة وسرايا ومرسى زايد وتلابيه...الخ: لكل مستوى انجاز يختلف عن الاخر وعدد الفنادق والشقق الفندقية بجميع مستوياتها كثيرة وبعضها الشعبي الذي يستثمر من الباطن، المطاعم والمواصلات مؤمنة، الاسواق قد امتدت وتوسعت والسوق القديم لم يعد السوق الوحيد في العقبة، والميناء الجديد قرب اكتماله وغيرها.

 

ساتكلم بنظرة ايجابية بعيدا عن مقولات بيع الميناء والمقدرات وغيرها من الكلام السلبي، لانني أٌمن بالايجابية والتصحيح، ولست هنا لإحمل اياً كان أية مسؤولية، هدفي ان نفكر للغد ونخطوا خطوة للامام، بدون اية مقدمات او تحليل العقبة هي نفط الاردن بدون منازع، نعم العقبة لا ينقصها اي شيء لتكون هونغ كونغ او دبي او شرم الشيخ او ...الخ، العقبة يجب ان تكون كوكتيل منهم جميعا بفكر استثماري سياحي حر ومتجدد والخلطة سهلة وبسيطة للمتخصص المجرب الذي عاصر وفهم التجارب العالمية.

 

رحلتي بدات من عمان لذا قررت ان ابدأ باستجار سيارة سياحية وللاسف كان صعبا ان استاجر سيارة فأغلب المكاتب التي اتصلت بها ابلغتني ان جميع سياراتها مأجرة وفرحت لوجود حركة تجارية في البلد فوصول قطاع واحد لاعلى مستويات الاشغال يؤثر ايجابيا على كل القطاعات الاخرى، واخيراَ استاجرت سيارة وانتظرت في المكتب ساعة لوصولها واستلامها مباشرة من المستأجر السابق، وعلى بركة الله انطلقت للعقبة، الطريق الصحراوي ليس كما وصفه السوداويين نعم العمل جاري وقد يكون متأخرا عن الجدول الزمني ولكن والحمد لله الانجاز لا يمكن اخفاءه مع بعض الملاحظات الفنية من خلال عملي بالمشاريع الكبرى في الدول الخليجية  التي تداولتها مع صديقي الذي صاحبني في رحلتي، والتي ارجو من الله ان اكون مخطئا بها، وصلت مدينة العقبة ولم اكن قد حجزت فندقا على حسب آراء الاصدقاء ان الفنادق تعاني من الكساد، ولكن المفاجئة ان الفنادق اغلبها مشغولة وهنا اتكلم عن فنادق الاربع والثلاث نجوم والتي هي واجهة اغلب السياح عالميا وتمكنت من حجز لمدة ليلة على امل ان يجدد الحجز ليلة فليلة ، نعم عدد كبير من السياح في العقبة فهناك باخرة سياحية في الميناء وطائرة جامبو وعلى متنهن السياح.

 

السلبيات موجودة في كل مكان ومنها العدد الهائل من دوريات الشرطة على الطريق الصحراوي وليس الموضوع امني بل انها توقفك في كل مرة وتتاكد من الاوراق وعمل مسح امني للجميع، لامانع ان يتم هذا الاجراء مرة واحة او مرتين عند خروجك من عمان او دخولك العقبة اما اكثر من ذلك فهو مزعج خاصة وانك بسيارة سياحية موثقة ضمن برنامج الكتروني، السلبيات في داخل العقبة كثيرة بصراحة حيث تفاجت بتراجع الخدمات العامة من نظافة مثلا نوعا ومعدات فللاسف عمليات النظافة تتم بطريقة بدائية وكذا القطاعات الاخرى، وللاسف يوجد تهالك بالمنشأت مما يؤكد ان عمليات الصيانة الدورية غير متابعة، والشاطيء القديم وضعه سيء والتصرفات الفردية للسياحة الداخلية ما زالت سلبية، وهذا نداء مني للمسؤولين في العقبة ان يراجعوا الخدمات المقدمة وحصر السياحة الداخلية بمناطق معينة او تفعيل نظام مخالفات على جميع السياح.

 

السياحة الخارجية هي الاساس في العقبة وهي من يجب ان تهتم بها الحكومة والمفوضية بشكل متقدم ومتطور تلبي احتياجات السائح دون النظر او الاستماع للاصوات التقليدية التي تتحدث عن خصوصيات تعرقل التطور السياحي، بل انني اتكلم عن عزل بعض الاستثمارات الخاصة بالسائح الاجنبي لان اهتماماته غير السائح المحلي وهو قادم للاستمتاع ولا يجب ان يواجه اية صعوبات ليكون هو مسوقنا للغير من ابناء بلده والعالم والخدمات الجيدة والمتطورة تجعل هذا السائح يمدح البلد والسياحه به ويوصي به للجميع كوجهة سياحية.

 

النمط المعماري وعمارة البيئة في العقبة ليست ثابتة او مستوحاة من ثقافتنا، لذا فلابد ان يكون التراث والتاريخ الاردني والعربي والاسلامي جزء من التخطيط العمراني للمدينة علما ان السائح عادة يهتم بان يطلع على تراث وتاريخ البلد الذي يرغب بزيارته لغرض السياحة اعتقد انه لا يوجد هوية واضحة في العقبة وهذا الموضوع بحاجة لدراسة لانه يضيف بُعد ذو جذب سياحي ويا حبذا لو تم الاهتمام ببعض المناطق الشعبية التي يحب السائح ان يقضي بعض الوقت بها لتكون انيقة مع المحافظة على طابعها الشعبي .

 

شركة تطور العقبة هي بالاصل يجب ان تكون شركة  قابضة اعتقد ان هذه الشركة لم تقم بالمطلوب منها او الهدف الذي انشأت له ولا يقول لي اي مسؤؤول بها ان الفنادق والبنى التحتية انجازها واذا تطرق لذلك اقول له للاسف لم تفهم ما هو مطلوب من شركة بهذا الاسم والمكان، الاستثمار المرتبط بالمكان والتخصص ليس انجاز عزيزي، يجب ان تكون هذه الشركة قوية وجاذبة للاستثمار انها الذراع الاستثماري للعقبة هذا ما افهمه فالعقبة هي الميناء الوحيد في الاردن فكيف منذ اكثر من عشر سنوات لم تطور وتستثمر في ميناء يلبي الطموحات وللاسف انك باشرت في ميناء قد يكون اكبر قليلا من السابق ولكن كان بعد بيع القديم وما افهمه كباحث واستشاري في إدارة المشاريع يجب ان يكون التفكير للمستقبل والدراسات حسب ما تم انفاقه حسب الاستثمار المتوقع وخاصة مع زيادة عدد السكان في الاردن مقارنة مع تاريخ انشاء الميناء القديم فلو حسبنا كل هذا ضمن معادلة اقتصادية واستثمارية ورؤية سياسية فانني اجزم اننا بحاجة لميناء ذو امكانتيات تعادل اكثر من عشر اضعاف الميناء القديم ليكون من اسباب جذب الاستثمارات وبارصفة متخصصة تختلف عن القديم وخاصة فيما يخص الطاقة والغذاء والركاب غير ارصفة الحاويات والبواخر فتأمل عزيزي المسؤول ما هي رؤيتك ودراساتك.

 

الكوادر البشرية هي الاساس في اي وكل عمل وهنا اعتقد ان المنطقة الاقتصادية بحاجة ماسة لكوادر متخصصة نوعية لتأدي ادوار قيادية للتخطيط والمتابعة، مع انها اصبحت تعج بالموظفين وباعداد كبيرة غير فعالة كانها دائرة حكومية و هيكل تنظيمي غير فعال؛ يحتاج لمراجعة وتطوير ورواتب عالية اذا ما قورنت برواتب الموظفين في الوزرارت ولا يقل لي اي شخص خصوصية واحتياجات العقبة فالاصل اننا نخدم وطن وهناك كثر من يحسد موظفيو العقبة ويبحثون عن وظيفة ومنهم ابناء العقبة اصلا.

 

العقبة كمنطقة اقتصادية ناجحة ولكن مع وجود قصور في التخطيط في مجالات معينة منذ البداية وانحراف في بعض القطاعات الفرعية ولكنها انجاز وبرأي اقتصادي: لابد من اجراء مراجعة شاملة للعقبة الاقتصادية وعلى سلم الاولويات مراجعة دور شركة العقبة والهياكل التنظيمية والقيادات  والخطط الاستثمارية على ان تكون من خبراء او شركات دولية متخصصة ولنجلس بعدها وبمكاشفة هدفها الرقي والارتقاء بالاردن سياحيا واستثماريا ولتكون العقبة مقدمة لتحويل الاردن لمنطقة اقتصادية و تنموية شاملة لتحتوي كل المناطق التنموية، وهنا لابد ان انوه الى وجوب مراجعة الضرائب واسعار بعض الخدمات في العقبة لتكون اكثر قربا للسائح ومتماشية مع فكره وثقافته الضريبية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لابد من مراقبة التهربات والتشوهات الضريبية بشكل اوسع وبطرق لا تسيء للملتزم ولا تضع الشك والخوف للمستثمر الجديد.

[email protected]

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023