مبادرة مستقبل الاستثمار بالإنجليزية (Future investment Initiative) ويعرف أيضُا بشكل غير رسمي دافوس في الصحراء بالإنجليزية Davos in the desert) ) وهي فعاليات اقتصادية على مستوى عالمي تقام في العاصمة السعودية الرياض، وتحت إدارة صندوق الاستثمارات العامة. إنطلقت أول نسخة في 24 إلى 26 أكتوبر 2017. وإنطلقت النسخة الثانية في 23 إلى 25 أكتوبر 2018. والهدف منها المساعدة في جذب رؤوس أموال أجنبية بمليارات الدولارات في إطار إصلاحات غرضها إنهاء اعتماد السعودية على صادرات النفط ولتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
النسخة الاولى 2017 كان الحضور عالمي ملحوظ و شهدت إطلاق عدد من المشاريع الاستثمارية، مثل مشروع مدينة نيوم، كما شهدت إطلاق صندوق الاستثمارات العامة برنامجه للفترة 2018-2020، ولم يكن اي دور للاردن فيه علما بان مشروع نيوم وكما تبين التصريحات ان الاردن جزء منه ويكون رابط وامتداد للوصول لمصر (وبعض الاخبار تحدثت عن ربط له علاقة بما يسمى بصفقة القرن) ومع ذلك لم يكن اي دور للاردن في هذا المشروع واطلاقه، في عام 2018 النسخة الثانية تاثر الحضور في هذا المؤتمر بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، واعتذر كثير من الشخصيات والدول والشركات عن المشاركة والبعض الاخر قرر تخفيض مستوى الوفد المشارك، الا الاردن وقف مع الدولة السعودية وشارك بوفد عالي المستوى ترأسه جلالة الملك عبدالله الثاني شخصيا وهذا موقف يحسب لجلالته وساند ولي العهد السعودي والمملكة العربية السعودية قولا وفعلا في تلك الازمة.
الهدف من حضور المؤتمرات الاقتصادية هدفان: الاول اساسي وهو جذب الاستثمارات للبلد من البلد المضيف او جذب مستثمرين من البلد المستضيف للبلد، والهدف الثاني وهو اقل اهمية هو لقاء اكبر مجموعة من المستثمرين واصحاب القرار ومحاولة جذبهم وترغيبهم بالحضور للبلد والاستثمار او زيادة الاستثمار وهو على هامش المؤتمر عادة ويكون اقل تاثيرا من السبب الاول.
يبدا او بدأ هذا المؤتمر حسب تاريخ نشر هذه المقالة، والمعروف بدافوس الصحراء بنسخته الثالثة والسعودية لها رؤية وماضية بها ومن خلال الارقام المعلن عنها فانها في الاتجاة الصحيح وهذا موضوع يخص السعودية ما يخصنا هو الاردن واقتصاده وبحق لنا السؤال هنا ما الفائدة التي يرجوها الاردن من المشاركة في هذا المؤتمر بشكل خاص والمؤتمرات بشكل عام وخاصة ان الاردن يعقد سنويا نسخة من هذا المؤتمر في البحر الميت (وللاسف لايوجد رؤيا له مقارنة مع دافوس الصحراء الذي ربط بانهاء اعتماد السعودية على النفط) وسنويا ومنذ بداية انعقاده في الاردن نسمع تصريحات المسؤولين الارنيين عن حجم استثمارات بالمليارات والمراجع لارشيف اللقاءات الصحفية يعرف الكم الكبير من التصريحات يعتقد ان الاردن الان يعج بالاستثمار والمستثمرين ولكن للاسف الوضع الحالي اقتصاديا واستثماريا اكثر من سيء.
الشخوص نفس الشخوص والحكومة نفس الحكومة منذ النسخة الاخيرة والجميع شارك او تابع اعمال المنتدى وهو على راس عمله باستثناء مدير هيئة الاستثمار، ولكنه من المشاركين الرئيسين في دافوس البحر الميت لعدة نسخ، والنقطة التي اريد الوصول لها ماذا قدم هؤلاء من حكومة ومستشارين واقتصاديين منذ العام الماضي في النسخة السابقة وحتى اليوم وما هو المنجز او المستفاد وهل المشكلة في الاشقاء السعوديين ام في مسؤوليينا الذين لم يستطيعوا ان يستفيدوا من هذه المؤتمرات بالشكل المطلوب، ولنكون دقيقين اكثر هل زادت الاستثمارات السعودية في الاردن؟ هل زاد الدعم السعودي للاردن؟ اوعلى الاقل هل حصل الاردن امتيازات استثمارية او فتح فرص عمل للاردنيين في السعودية لزيادة العمالة الاردنية؟ (علما ان هناك احاديث عن اجراءات تضيق على الاردنيين في السعوية وقد قل عدد العمالة الاردنية في السعودية).
المشاركة في المؤتمرات واللقاءات الاقتصادية يجب ان تكون مبنية على رؤيا واجندة واضحة يتم مراجعتها اول باول ويتم التجهيز لها بدقة ومهنية عالية وخاصة فيما يخص المشاريع التي تحتاج لمموليين او المشاريع التي تعتبر فرصة استثمارية عالية، فما الذي اعدته الحكومة للمشاركة بهذا المؤتمر بشكل خاص والمؤتمرات العالمية والمحلية بشكل عام وما الفائدة المرجوة من المشاركة مدعمة بدراسات وارقام، ولماذا لا تعلن الحكومة هذه الدراسات والارقام (ان وجدت) للجميع ولتكون رسالة تسويقية قبل حضورها للمؤتمر، وخلاف ذلك يكون هدر للوقت والمال الذي نعاني من نقصه مع ميزانية ووضع اقتصادي سيئان.
اذا كان الهدف سياسي فاعتقد ان العلاقات مع السعوية سياسيا بهذه الفترة ليست كما كانت في سابقا ( مع الحفاظ على ثوابت العلاقة الاردنية السعودية التاريخية التي لايمكن التنازل عنها من قبل القيادتين او الشعبين وهي اساسية لا خلاف عليها)،ففي هذا العام 2019 كان الدعم المالي السعوي للاردن معدوم تقريبا ولا يوجد استشمارات سعودية جديدة بالاردن بالعكس قد يكون هناك خفض لها ولسنا هنا لبحث اسبابها، ما يهمنا اذا كان الهدف سياسي او مجاملة لعلاقات لها ثوابت كما ذكرت سابقا فلماذا المشاركة بوفد كبير بعيدا عن مستوى التمثيل.
نحن بحاجة لمراجعة شاملة للمشاركة بالمؤتمرات العالمية او الدعوة لها من ناحية اقتصادية بعيدا عن المجاملات السياسية المكلفة، مع انني شخصيا وكرأي فني اقتصادي مع المؤتمرات الاقتصادية ولكن ليس بالشكل الذي نشارك به حاليا وكذلك اعتراضي على الشخوص الذين على عاتقهم الملف الاستثماري من رئيس الوزراء و رئيس هيئة الاستثمار الذي جرب سابقا في مناصب اخرى ولم يكن هناك اي انجاز ولو نسينا الماضي وحاسبنا على الفترة الاخيرة لتوليه الهيئة فما النتائج ولا يقل ايا كان انه يحتاج وقت فالاصل انه مؤهل ولديه خبرة وليس ببعيد عن الاردن وملفه الاقتصادي، فالبديهي أن اجندته جاهزه وعليه المباشرة بالتنفيذ او على الاقل إعلان خطة مرتبطة باستحقاقات اقتصادية وجدول زمني ولكن هيهات ( فالمكتوب واضح من عنوانه).
في النهاية الاردن بحاجة لثورة بيضاء لتغير الشخوص والنهج فمن قبل بنهج خاطيء وشارك فيه فهو مجرم لانه اعطى الاولية لمصلحته الشخصية واستقاد من امتيازات الوظيفة الحكومية. وهذا جزء من اصلاح شامل يحتاجه الاردن ياتي من القيادة الشرعية لجلالة الملك عبدالله وشعبه العظيم الذي صبر وما زال صابرا وفيه الرجال الرجال كل همهم خدمة وطنهم لما فيه مصلحة الشعب العظيم والختام دائما دعائي للواحد الصمد ان يحفظ الاردن.