الحرية لها معنى جميل، ناضل من أجلها الأحرار، فمنهم من استطاع الظفر
بها، ومنهم من عاش طوال عمره، يركض خلفها كأنها سراب في صحراء قاحلة، ومن هنا
نسأل: لماذا يريد الانسان الحرية؟ والجواب حاضر: إنها الفطرة التي جبل الله
الانسان عليها، يولد الانسان حرا لا قيدا بيده أو سيفا مسلطا على رقبته، ففطرته
تشده إلى ذاك الشعور، وهو شعور الشوق الدائم للحرية ونسائمها العطرة، فبدونها لن
يكون للإنسانية مكان، وسيتحول البشر إلى جماد لا روح فيهم ولا حياة، وبهيمة تساق
إلى الموت سوقا. لكم أن تتخيلوا كم هي قاسية ساعة أن يحرم الانسان من حقه في
الحرية، حرية العيش كما كفلتها له جميع الشرائع السماوية، وعلى ذلك ليس لمخلوق على
وجه الأرض أن يتحكم في حرية الآخرين، بحجج واهية وأساليب عفى عنها الزمن، فما معنى
أن يزج بالانسان خلف جدار اليأس، إلا فجوة صغيرة تشعره أنه بشر على قيد
الحياة....فأي ظلم هذا الذي يقع على الانسان من أخيه الانسان!!
فالحرية لصيقة بالحياة، فمن فقدها فقد انسانيته، فكم من الأحرار قدموا
أرواحهم فداء لحريتهم، لأن حريتهم هي منبع الإنطلاق نحو الأمل بالنسبة لهم، يدركون
أن لا قيمة لكونهم بشر يأكلون ويشربون ويعملون من غير حرية تدفعهم إلى القيام بكل
ما يحلمون.
حرر نفسك أيها الانسان، فك قيد التسلط والجبروت، لا تخف إنك تبحث عن
سر السعادة، فسعادتك هي حريتك، وحريتك هي حياتك، وحياتك تستحق العناء لأجلها.