خبير عسكري: نتنياهو يحاول أن يصل إلى حل يحفظ ماء وجهه أمام شعبه.. فيديو مصدر: تصريحات حماس استعطاف الشارع الأردني مجدداً.. ولا عودة لقادتها دون فك الارتباط تشافي يكتشف جوهرة جديدة في لا ماسيا مدير عام الآثار يتفقد مشروعي التنقيبات بجبل القلعة وتأهيل عين غزال أوزبكستان تبلغ نهائي كأس آسيا تحت 23 عاما كييف تطالب بتسريع الإمدادات.. والناتو: لم يفت الأوان بعد للنصر الخريشه: انتخابات 2024 تشكل فرصة تاريخية غير مسبوقة للمرأة الأردنية رشقة صاروخية على غلاف غزة أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة العراق يستعيد حوالي 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم سوري الإصابة تضرب لاعب الهلال قبل الكلاسيكو السعودي انتقادات من الداخل مجلس النواب الأمريكي لازدواجية معايير واشنطن في علاقتها بـ"إسرائيل" وأوكرانيا "الإسلامي للتنمية" يمول مشاريع في تركيا بـ 6.3 مليارات دولار "أسترازينيكا" تعترف.. لقاح كورونا يسبب آثارا جانبية مميتة تحذير طبي: الشخير قد يفقدك أسنانك

القسم : بوابة الحقيقة
اتمام مكارم الأخلاق
نشر بتاريخ : 4/21/2018 12:03:37 PM
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

 

 

بقلم: الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

 

ان الحديث عن الأخلاق ومكارمها مرتبط ارتباطا وثيقا برسالة الاسلام السمحة وبالهدف الذي من أجله بعث سيد البشر، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تصديق لقوله: " انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالأخلاق الحسنة الطيبة كانت موجودة قبل رسالته ولكنها كانت بحاجه الى تنظيم وتهذيب وإتمام، فالعربي في ذلك الزمان كان معروفا بكرمه ولكن كرمه كان مفرطا حيث كان يقدم ضيفه على أهل بيته، والعربي كان معروفا بشجاعته ولكنه كان مفرطا بها حيث كانت تؤدي الى تهلكته، وقس عليه الكثير من الصفات الحسنة.

 

لماذا الحديث عن الأخلاق ومكارمها وإتمامها جاء مقدما على العقيدة والعبادة، حيث الغاية من خلق البشر عبادة خالق البشر واعمار أرضه، والجواب يأتي لأن الأخلاق الحسنة تظهر على الجوارح وتعكس عمق وحسن اسلام وإيمان صاحبها وهو الجزء الذي يظهر للناس منك، حيث ان ايمانك في قلبك وعبادتك لاتظهر كاملة لغيرك إلااذا كانت رياء.

 

فالمسلم ليس بكثرة صلاة ولا صوم ان لم يظهر اثار هذه الصلاة وذالك الصوم على تعامله مع غيره من البشر واحترامه لهم وإذا لم يكن لسانه دافيا وابتسامته ظاهرة للآخرين والمؤمن كذلك، لان من مظاهر اكتمال الإيمان، الخلق الحسن.

 

عندما خاطب ربنا ومدح رسوله، خاطبه بخلقه العظيم " وانك لعلى خلق عظيم"، ولو كان الرسول فظا غليظ القلب ولو لم يكن خلقه عظيم لما انتشر هذا الدين بهذه السرعة "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، ومن الأولى أن ينعكس خلق الانسان الحسن على أهل بيته "خيركم خيركم لأهله"، ومن المعروف أن رسولنا الأعظم كان قرانا يمشي على الأرض.

 

وخير طريقة للتعليم والتأثير بالآخرين هي طريقة التعلم بالقدوة، ولنا في تاريخنا المشرف الأمثلة الكثيرة وأهمها أن هذا الدين لم ينتشر في مناطق كثيرة من العالم لابقوة السلاح ولا بحجة الدعاة وإنما انتشر بحسن خلق التجار وصدق معاملتهم مع غيرهم، فالصدق سيد الأخلاق.

 

أين نحن من الأخلاق وحسنها وتمامها؟! لم يبقى لدى الكثيرين في زماننا هذا إلا الحركات الظاهرة التي يقومون بها كالصلاة والصوم والتي لا تنعكس اطلاقا على تصرفاتهم وفي تعاملهم مع غيرهم. من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا حاجة لله فيها ومن لم ينهه صومه عن النظر الى أعراض الناس وأكل لحوم البشر فلا حاجة لله في صومه.

 

ان عبادة العابداذا لم تنعكس على جوارحه وفي تعامله مع غيره، أصبحت مجرد حركات وطقوس يقوم بها.

 

وللأسف الشديد ان تأثير العابد الذي لايتصف بالأخلاق الحسنه على هذا الدين، تأثير سلبي كبير، لأنه يعطي صورة مغايرة لواقع الحال وينفر الناس من هذا الدين. لذا يجب أن تنعكس عبادة العابد على جميع جوارحه وتصرفاته، فيجب أن يكون لطيفا وبشوشا، ينطلق من وجه النور ويشع منه كل ماهو ايجابي.

 

ماأحوجنا في هذه الأيام لإعادة دراسة واقع الحال وأخذ التغذية الراجعة، وأن نبدأ بإصلاح أنفسنا ونحسن أخلاقنا ونصدق في تعاملاتنا وأن نوفي بعهودنا، ومما يؤسفناأن القدوة أصبحت سيئة والمقتدين بها كثر.

 

رحمنا الله وإياكم وأتمم علينا أخلاقنا التي هي رأس مالنا حيث مقعدنا بقرب الحبيب سيحدد بمكارم أخلاقنا لا بكثرة عباداتنا.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023