إن مرتبة الصبر عظيمة وهي نتاج العمل
الصعب، فليس كلنا بقادر على أن يصبر أو يصبر نفسه، ومن هنا جاءت مرتبة الصابرين
تفوق جميع المراتب الأخرى، فمع الصبر تحقق هدفك ومناك، ومع الصبر وبالصبر أيضا
تحقق رضى خالقك وجناته العلى.
للصبر أشكال كثيرة:
فقد يصبر الانسان على طلب العلم ويجتهد ويسهر
الليالي الطوّال، ولكنه في النهاية يحقق غايته ويصل الى النجاح الباهر.
وقد يصبر الإنسان على المرض ويحتسب ذلك
أجرا عند ربه، فتكون كفارة له وطريقه الى مرضاة خالقه.
وقد يصبر الإنسان على مصيبة أصابته بفقد
عزيز أو قريب، وإذا ما احتسب ذلك لوجه الله وتحمل الصدمة الأولى كان ذلك الصبر
منجاة له، ومدعاة لرضى خالقه عنه ومكافأته له بالدرجات العلى.
وقد يصبر الإنسان على ظلم يصيبه من ظالم لا
يستطيع مواجهته، لأن ذلك الظالم يمتلك زمام القوة وقد يكون الظالم في نفس الوقت لا
يخاف ربه أو يجهله، فتأتي المكافأة بفرج قريب من عنده عزوجل بزوال أسباب قوة
الظالم.
وقد يصبر الزوج على أذية زوجته أو تصبر
الزوجة على سوء خلق الزوج، وأحيانا يصبر الوالد على ولده العاق الذي ابتلي به.
ويعتبر الصبر بالبعد عن الشهوات والملذات
من أعظم أنواع الصبر، لأن النفس البشرية ميالة لهما، ولأن الجنة حفت بالمكاره
والنار حفت بالشهوات، فمن يصبّر نفسه ويروضّها ويلجمّها عند حدّها، يفوز بالنعيم
الدائم، وغير ذلك يشقى ويشقي نفسه شقاءً أزلياً.
جعلنا الله وإياكم من الصابرين المحتسبين
الأجر عنده سبحانه وتعالى.