عندما بدأت جو أوهالوران، وهي امرأة في أوائل الخمسينيات من عمرها، تعاني من إرهاق مستمر، وتشوش ذهني، وغثيان، وتقلصات في المعدة.

ظنت، مثل العديد من صديقاتها، أنها على وشك دخول سن اليأس، لكن ما بدأ كمجموعة أعراض مألوفة سرعان ما تحول إلى تشخيص غيّر حياتها، وكشف عن التهديد الخفي لمرض نادر غالبا ما يُشخص خطأً، وهو: سرطان الغدد الصماء العصبية.

تتذكر جو قائلة في تصريحات لموقع صحيفة "ديلي ميل": "كنت أعمل في وظيفة مزدحمة وأعتني بوالدتي المسنة. ظننتُ أن الإرهاق أمر طبيعي. لكنه أصبح لا هوادة فيه. حاولتُ تحسين نمط حياتي، عبر ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي، لكن لم يتغير شيء".

وعلى الرغم من تطمينات الأطباء الأولية ونتائج فحص الدم الطبيعية، أصرت جو على العلاج الهرموني البديل تحت رعاية أخصائية في سن اليأس، لكن أعراضها، وخاصة التعب والهبات الساخنة، ظلت مستمرة.

لم تتكشف الحقيقة إلا بعد زيارة جو للطوارئ بسبب حمى وألم في الجانب، حيث كشفت الفحوصات عن وجود كتلة كبيرة في بنكرياسها انتشرت بالفعل إلى كبدها، وفي غضون أيام، شخصت جو بسرطان الغدد الصم العصبية في مرحلته الرابعة، وهو مرض لم تسمع به من قبل.

ما هي سرطانات الغدد الصم العصبية؟

وسرطانات الغدد الصم العصبية ، أورام نادرة تنشأ من خلايا منتجة للهرمونات موجودة في جميع أنحاء الجسم، وغالبا ما تكون بطيئة النمو ويمكن أن تُحاكي حالات أكثر شيوعا، مما يجعل التشخيص صعبا ومتأخرا.

و يمكن أن تحدث هذه الأورام في الجهاز الهضمي أو الرئتين أو البنكرياس، وتختلف أعراضها بشكل كبير، بدءا من التعب وآلام البطن وصولا إلى الاختلالات الهرمونية وفقدان الوزن غير المبرر.

وتشبه قصة جو قصة بات ميهان، وهي امرأة أخرى شُخِّصت إصابتها بسرطان الغدد الصم العصبية بعد أكثر من عقد من ظهور أعراضها الأولى.

تقول بات موقع صحيفة "ديلي ميل": "استمرت مستويات الحديد لدي في الانخفاض، وعانيت من مشاكل مزمنة في المعدة، لم يتم تشخيص حالتي إلا بعد أن خضعت لتنظير داخلي بالكبسولة".

وتتلقى السيدتان الآن علاجا موجها لإدارة سرطاناتهما غير القابلة للجراحة، وتعتقدان أن الكشف المبكر كان من الممكن أن يُغير كل شيء.

7  أعراض شائعة للمرض

وتقول ميريديث كامينز، الرئيسة التنفيذية للجمعية الأسترالية لسرطان الغدد الصم العصبية : "عندما تُكتشف أورام الغدد الصم العصبية مبكرا، غالبا ما يُمكن إزالتها جراحيا قبل انتشارها، ولكن في كثير من الأحيان، يُخطئ تشخيص المرضى أو يُستبعدون لسنوات."

وتدعو جمعية سرطان الغدد الصم العصبية إلى تعزيز تثقيف مقدمي الرعاية الصحية وزيادة الوعي العام حول أورام الغدد الصم العصبية، التي تعد الآن سابع أكثر أنواع السرطان شيوعا في أستراليا.

وتحثّ جو، التي تخضع حاليا للعلاج بالنويدات المشعة لمستقبلات الببتيد (PRRT)، الآخرين على الاستماع إلى أجسادهم.

وتقول: "النساء يعرفن متى يكون هناك خطب ما، إذا لم تختفِ الأعراض، فاستمرّي في المحاولة، اطلبي المزيد من الفحوصات، اطلبي إجراء فحوصات بالأشعة السينية، لا تتوقفي حتى تحصلي على إجابات."

وتشمل الأعراض الشائعة لسرطان الغدد الصم العصبية ما يلي: (التعب المزمن - فقدان الوزن غير المبرر - ألم أو انتفاخ في البطن - احمرار الوجه - غثيان، إمساك، أو إسهال - سرعة ضربات القلب أو خفقان - ضيق في التنفس).

الحقيقة الدولية - وكالات