نشر بتاريخ :
14/04/2025
توقيت عمان - القدس
11:37:06 PM
في تحول لافت في فهم طرق علاج آلام الظهر المزمنة، كشفت
دراسة جديدة عن أن العلاج النفسي قد يكون أكثر فعالية وأمانا من استخدام العقاقير
القوية مثل المسكنات الأفيونية، والتي ارتبطت بآلاف الوفيات سنويا.
الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعتي بنسلفانيا وويسكونسن
ماديسون، تابعت 770 شخصا يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة لمدة عام كامل، بهدف
تقييم تأثير نوعين من العلاجات الذهنية، وهما "العلاج بالتأمل القائم على
اليقظة الذهنية"، "العلاج المعرفي السلوكي".
وتوصل الباحثون إلى أن كلا العلاجين أسهما في تقليل شدة
الألم وتحسين قدرة المرضى على الحركة، بل وساهما أيضا في تقليل الاعتماد على
الأدوية، بما في ذلك العقاقير الخطيرة مثل الإيبوبروفين والمورفين.
ويعتمد "العلاج بالتأمل القائم على اليقظة
الذهنية" على تدريب الأشخاص على التركيز في اللحظة الحالية وتقبل المشاعر،
بينما يهدف"العلاج المعرفي السلوكي" إلى تغيير طريقة التفكير والسلوك
تجاه الألم والمواقف الحياتية، وهما أسلوبان ثبت علميا أنهما فعالان في تحسين جودة
الحياة.
وتأتي هذه النتائج في وقت تشير فيه إحصاءات مؤسسة الألم
الأمريكية إلى أن أكثر من 51 مليون أمريكي يعانون من الألم المزمن، ما يكلّف
الاقتصاد نحو 635 مليار دولار سنويًا، تشمل الرعاية الصحية وفقدان الإنتاجية
وتعويضات العجز.
والأخطر من ذلك، أن الاعتماد على العقاقير القوية لعلاج
الألم يساهم في تفاقم أزمة الوفيات المرتبطة بالإدمان، حيث شهد عام 2022 وحده وفاة
حوالي 110 آلاف شخص بسبب الجرعات الزائدة، معظمها مرتبط بمسكنات أفيونية.
ويأمل الباحثون في أن يُسهم التوسع في استخدام العلاجات
الذهنية، مثل التأمل والعلاج المعرفي، في تقليل الاعتماد على الأدوية وتعزيز
الحلول الآمنة والمستدامة لعلاج الألم.
وفيما اعتقد الفريق البحثي أن التأمل سيكون أكثر فعالية، فقد
أظهرت النتائج أن كلا العلاجين كانا متقاربين في الفعالية، ما يفتح الباب أمام
اعتماد هذه الأساليب على نطاق أوسع.
وتدعم هذه النتائج أبحاثا سابقة، مثل دراسة نُشرت في
"ذا لانسيت" عام 2015، أظهرت أن التأمل القائم على العلاج المعرفي يمكن
أن يكون بنفس فعالية مضادات الاكتئاب في الوقاية من انتكاسات المرضى النفسيين.
الحقيقة الدولية – وكالات