نشر بتاريخ :
09/04/2025
توقيت عمان - القدس
7:12:45 PM
كشف فريق طبي من جامعة جنوب كاليفورنيا
عن وظيفة جديدة ومدهشة للشريان الأورطي، أكبر شريان في جسم الإنسان، حيث تبين أنه
لا يعمل فقط كقناة لنقل الدم المؤكسج من القلب، بل يساهم بفعالية في دفع الدم عبر
الدورة الدموية، ليؤدي بذلك دور "قلب ثانٍ" في الجسم.
وخلافًا للاعتقاد السائد بأن الشريان
الأورطي مجرد وعاء دموي سلبي، أظهرت الدراسة الحديثة أنه يتمدد وينكمش بتناغم مع
نبضات القلب، ليساهم في ضخ الدم إلى الأمام عبر آلية تُعرف باسم "الضخ
الموجي". وتلعب هذه الآلية دورًا هامًا في تخفيف العبء على القلب وتعزيز تدفق
الدم المستمر إلى جميع أنحاء الجسم، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من قصور القلب.
وللوصول إلى هذه النتائج، استخدم
الباحثون تقنيات تصوير متقدمة بالرنين المغناطيسي لتتبع حركة وتمدد الشريان
الأورطي لدى 159 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 20 و92 عامًا، وكان من بينهم 35 شخصًا
مصابًا بقصور القلب. وكشفت الفحوصات أن قدرة الشريان الأورطي لدى الأشخاص الأصحاء
على التمدد كانت أكبر بثلاثة أضعاف مقارنة بالأشخاص المصابين بقصور القلب. وأظهرت
النتائج أن تصلب الشرايين لدى المرضى يقلل من فعالية ضخ الدم عبر الشريان الأورطي،
مما يضع عبئًا إضافيًا على القلب.
ولتأكيد هذه النتائج، قام الفريق
بتصميم نموذج اصطناعي للشريان الأورطي باستخدام مادة اللاتكس المرنة، وهي مادة
شائعة الاستخدام في الصناعات الطبية. وتم اختبار هذا النموذج باستخدام قلب آلي
مزود بأجهزة استشعار دقيقة لقياس تأثير تمدد الشريان الأورطي على تدفق الدم.
وأظهرت النتائج بوضوح أن الشريان الأورطي يساهم بشكل فعال في دفع الدم إلى الأمام،
مما يحسن من توصيل الأوكسجين الحيوي إلى الدماغ وبقية أعضاء الجسم الحيوية.
وتعتبر هذه الدراسة الهامة، التي نشرت
نتائجها في مجلة واجهة الجمعية الملكية، خطوة نوعية في فهمنا لوظيفة الشريان
الأورطي ودوره الحيوي في دعم الدورة الدموية. وقد يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة
لتطوير علاجات مبتكرة تستهدف استعادة مرونة الشريان الأورطي، خاصة في الحالات التي
تؤثر على قدرته على التمدد، مثل تراكم الكوليسترول وتصلب الشرايين، مما قد يقلل
بشكل كبير من الضغط على القلب ويحسن صحة المرضى.
الحقيقة الدولية - وكالات