نشر بتاريخ :
08/04/2025
توقيت عمان - القدس
8:59:01 PM
حذر الدكتور أرتيوم باريشيف، أخصائي طب
الأعصاب، من خطورة تجاهل المشكلات التي تصيب المفصل الصدغي الفكي، مؤكدًا أن دوره
يتجاوز عملية المضغ والكلام وتعبيرات الوجه، ليمتد ليشمل حتى عمل الجهاز المناعي.
وأوضح أن إهمال هذه المشكلات يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة وغير واضحة في
كثير من الأحيان.
وأشار باريشيف إلى أن الفك السفلي
يرتبط بالجمجمة عبر مفصل بالغ التعقيد والحركة، وتتحكم في حركته أربع عضلات تعمل
بتناغم لضمان الحركة الكافية وعملية المضغ السليمة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه
العضلات كـ "أجهزة أمان" تعويضية لمنع فقدان القدرة على الكلام وتعبيرات
الوجه وتناول الطعام في حال حدوث خلل في إحداها.
وأوضح الطبيب أن وجود أربع عضلات في
هذا المفصل يجعل مجموعة المشكلات المرتبطة به واسعة ومتنوعة، أبرزها آلام الوجه
والصداع، بما في ذلك آلام عضلات الوجه والمضغ، والتي غالبًا ما تكون ناتجة عن
التحميل الزائد والمستمر على هذه العضلات.
كما لفت إلى أن عادة استخدام جانب واحد
فقط من الفك في المضغ يمكن أن يؤدي إلى خلل في المفصل، وقد يتطور الأمر في نهاية
المطاف إلى التهاب مزمن. ويشكل صرير الأسنان اللاإرادي أثناء النوم خطرًا خاصًا،
حيث يؤدي إلى تدمير مينا الأسنان وتغييرات في موضع الأسنان، مما يزيد من الضغط على
المفصل.
ومن بين العواقب الأقل وضوحًا التي
ذكرها الطبيب، تطور الالتهاب المزمن في البلعوم الفموي. وأوضح أن الوظيفة الطبيعية
للمفصل الصدغي الفكي تسمح بتدوير الليمف في هذه المنطقة، مما يحفز نشاط المناعة
الموضعية. وعند حدوث خلل في وظيفة المفصل، قد تتشكل بؤر للعدوى في الأنسجة نتيجة
لضعف حركة الليمف.
وحدد الطبيب الأعراض الرئيسية التي
تستدعي الانتباه الفوري، وتشمل: ألم الصباح في الفك، وصعوبة فتح الفم بشكل طبيعي
(عندما لا يمكن وضع إصبعين مطويين بين الأسنان)، والصداع المتكرر في منطقة
الصدغين، وانخفاض ملحوظ في حركة الوجه.
ونصح باريشيف بأنه إذا كان الشخص يعتبر
نفسه بصحة جيدة بشكل عام ولا يعاني من صعوبات جسدية واضحة، ولكنه في الوقت نفسه
يشعر بتوتر مستمر في الرقبة ومحدودية في حركتها، فمن المحتمل أن جزءًا من الفقرات
الرقبية يتحمل عبئًا إضافيًا ناتجًا عن مشكلات في الفكين.
ولتجنب حدوث مضاعفات، أوصى الطبيب
بالاهتمام المبكر بهذه الأعراض وإجراء فحوصات لدى المختصين، بالإضافة إلى ممارسة
تمارين بسيطة للوجه للمساعدة في الحفاظ على صحة المفصل الصدغي الفكي ووظيفته
الطبيعية.
الحقيقة الدولية - وكالات