كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان الطبية عن نتائج مثيرة للقلق تشير إلى أن الأفراد الذين يعانون من قصور في وظائف القلب يواجهون تسارعًا ملحوظًا في وتيرة التدهور الإدراكي، بما يعادل تأثير 10 سنوات إضافية من الشيخوخة الطبيعية على القدرات العقلية.

وأوضحت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة Circulation Heart Failure، أن فريق البحث قام بتحليل معمق للبيانات الطبية الخاصة بنحو 30 ألف بالغ مصاب بقصور القلب. وقد توصل العلماء إلى أن هؤلاء المرضى أظهروا بالفعل مستويات متدنية من الذاكرة والانتباه ومهارات حل المشكلات الذهنية عند بداية الدراسة. والأكثر إثارة للدهشة، أنه بعد مرور سبع سنوات على تشخيص إصابتهم بقصور القلب، تبين أن وتيرة شيخوختهم المعرفية قد زادت بشكل كبير، لتصل إلى ما يعادل 10 سنوات من التدهور الإدراكي الذي يمر به الأشخاص غير المصابين بقصور القلب خلال نفس الفترة. وقد لوحظ هذا الانحدار الحاد في القدرات العقلية بشكل خاص لدى كبار السن والنساء اللاتي شاركن في الدراسة.

وأشارت الدكتورة سوبريا شور، الباحثة في جامعة ميشيغان، إلى التحدي الذي يواجهه مرضى قصور القلب في الالتزام الصارم بالتوصيات الطبية ونظام العلاج المحدد لهم، حيث إن تدهور قدراتهم الإدراكية يجعل من الصعب عليهم بشكل متزايد تتبع تعليمات الأطباء ومراقبة صحتهم بدقة.

ونصح الباحثون القائمون على الدراسة بضرورة خضوع مرضى قصور القلب لمراقبة دورية ومنتظمة لتقييم صحة أدمغتهم ووظائفهم المعرفية والإدراكية. كما لفتوا الانتباه إلى أن العديد من المرضى قد لا يكونون على دراية كاملة بمدى خطورة حالتهم الصحية وتأثيرها السلبي على قدراتهم العقلية، وأن الأطباء غالبًا ما يتجنبون الخوض في مناقشات صريحة معهم حول هذه الجوانب الحيوية من صحتهم.

وخلص الباحثون إلى أن نتائج هذه الدراسة تؤكد على الأهمية القصوى للتشخيص المبكر لأي علامات ضعف إدراكي لدى الأفراد المصابين بقصور القلب. وهذا التشخيص المبكر سيمكن الأطباء من تعديل خطط العلاج بشكل فعال وتقديم الدعم اللازم للمرضى وأسرهم، وهو ما قد يساهم بشكل كبير في تحسين نوعية حياة هؤلاء المرضى والتخفيف من معاناتهم.

جدير بالذكر أن مجلة Neurology قد نشرت مؤخرًا نتائج دراسة أخرى سلطت الضوء على أن التغيرات التي تطرأ على الأوعية الدموية في الدماغ، والتي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف، شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من مختلف أمراض القلب، مما يؤكد على العلاقة الوثيقة والمعقدة بين صحة القلب ووظائف الدماغ.

الحقيقة الدولية - وكالات