نشر بتاريخ :
06/04/2025
توقيت عمان - القدس
6:14:27 PM
حذر فريق من العلماء من وجود خطر خفي
يتربص في داخل منازلنا، يتمثل في مواد كيميائية شائعة الاستخدام تهدد صحة الدماغ
لدى الأجنة خلال فترة الحمل.
وتعرف هذه المواد الكيميائية باسم
الفثالات، وتدخل في تركيب العديد من المنتجات اليومية التي نستخدمها باستمرار، مثل
أغلفة الأطعمة البلاستيكية، وألعاب الأطفال، ومستحضرات الشامبو. كما تستخدم
الفثالات في صناعة البلاستيك لجعلها أكثر ليونة ومرونة، وفي تشحيم الأسطح
المختلفة، بالإضافة إلى وجودها في منتجات أخرى مثل مزيلات العرق والعطور.
ومع مرور الوقت، تتراكم هذه المواد
الكيميائية في البيئة المحيطة بنا، وتنتقل بسهولة إلى مصادر الطعام والماء التي
نستهلكها. ومن خلال جسم الأم الحامل، يمكن للفثالات أن تنتقل عبر المشيمة وتصل إلى
الجنين النامي، حيث يمكن أن تحدث تأثيرات سلبية على تطوره.
وفي دراسة حديثة أجرتها جامعة إيموري،
حذر الباحثون من التأثير الضار للفثالات على هرمونات الجنين وعمل النواقل العصبية
في دماغه النامي.
ولإجراء هذه الدراسة، قام الباحثون
بتحليل بيانات مستقاة من 216 امرأة في بداية حملهن و145 امرأة في مراحل متقدمة من
الحمل، وذلك ضمن إطار دراسة أتلانتا للأمهات والأطفال الأمريكيين من أصل إفريقي.
وقد قام الفريق العلمي بفحص عينات البول للأمهات للكشف عن مستويات الفثالات
الموجودة فيها، كما تم جمع عينات دم من الأطفال حديثي الولادة لتحليلها.
وكشفت النتائج التي توصل إليها
الباحثون عن وجود ارتباط بين ارتفاع مستويات الفثالات في بول الأم خلال فترة ما
قبل الولادة وانخفاض مستويات التيروزين لدى الجنين. والتيروزين هو حمض أميني يلعب
دورًا هامًا في إنتاج هرمون الثيروكسين، الذي يؤثر بدوره على نمو الدماغ والعظام.
كما تبين وجود ارتباط بين ارتفاع الفثالات وانخفاض مستويات حمض التربتوفان الأميني
الأساسي، وهو المسؤول عن إنتاج السيروتونين، الناقل العصبي الذي يؤثر على التواصل
بين الخلايا العصبية في الدماغ. وقد أشارت أبحاث سابقة إلى أن انخفاض مستويات
السيروتونين يرتبط بمشاكل في الحالة المزاجية، واضطرابات النوم، وصعوبات التعلم
والذاكرة.
وعلاوة على ذلك، أظهرت اختبارات
الانتباه التي أجريت على الأطفال أن أولئك الذين تعرضوا لمستويات عالية من
الفثالات في الرحم كانوا أقل قدرة على التركيز وأبطأ في ردود أفعالهم، مما يشير
إلى تأثير سلبي محتمل على جوانب النمو العصبي والسلوكي.
ومع ذلك، أشار الباحثون إلى بعض القيود
التي واجهتهم في الدراسة، مثل عدم توفر معلومات دقيقة وكاملة حول النظام الغذائي
للمشاركات أو نوع الولادة التي خضعن لها، وهو ما قد يؤثر على تقدير دقيق لمستوى
تعرض الأجنة للفثالات.
كما أفادت المشاركات في الدراسة بأن
نسبة منهن تناولن الكحول أثناء الحمل (10%) واستخدمن التبغ (15%) وتعاطين
الماريغوانا (40%)، وهو ما قد يكون له تأثير إضافي على نمو الدماغ لدى الأطفال
ويجب أخذه في الاعتبار عند تفسير النتائج.
وفي هذا السياق، قال الدكتور دونغهاي ليانغ،
عالم الصحة العامة المشارك في الدراسة: "لقد أجرينا هذه الدراسة لأن الفثالات
موجودة في كل مكان في حياتنا اليومية، ومن هنا جاء لقبها 'المواد الكيميائية في كل
مكان'، مشيرًا إلى الأهمية القصوى لفهم تأثير هذه المواد قبل الولادة على نمو
الدماغ على المستوى الجزيئي، وذلك لحماية صحة الأجيال القادمة.
الحقيقة الدولية - وكالات