محاضرة بعنوان "الشافعي ترجمان الفقه الإسلامي" في منتدى الوسطية إطلاق أول برنامج إرشادي في مجال الاستزراع السمكي في جرش "القسام" تبث مشاهد محاولة أسر جندي من جيش الاحتلال في كمين مركب ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 229 الأمم المتحدة: 75 ألف لتر وقود دخلت غزة تكفي ليوم واحد فقط شركة تعتقد مقتل شخص من بين 5 من طاقم سفينة أغرقها الحوثيون جيش الإحتلال يعلن مقتل نقيب في لواء غولاني جنوب غزة والد د. محمد البكري اخصائي القلب والاوعية الدموية في ذمة الله طقس حار في أغلب المناطق الجمعة بناءً على طلب مالك العقار - إخلاء عمارة وسط السوق التجاري بمادبا بعد ظهور تشققات وفيات الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 11- 7 – 2025 أردني يفوز بـ "مليون دولار" في سحب بدبي الملك يسلط الضوء على فرص الاستثمار في الأردن خلال لقاء مع ممثلين عن كالبرز في كاليفورنيا تصريحات وزراء حكومة حسان، هل تعجّل من إجراء أول تعديل وزاري؟ اتفاق بين بلدية الرمثا و " elp " الممولة من الاتحاد الأوروبي للتعاون المشترك

القسم : مقالات مختاره
الضرب في الميت !!
نشر بتاريخ : 8/1/2017 11:24:11 AM
خيري منصور

خيري منصور

حين أرى بعض الاعلاميين ومنهم مقدّمو برامج ومعلقون يضحكون ملء اشداقهم اتذكر مثلا شعبيا سمعته في طفولتي من احد فلآحي قريتي وأعف عن ذكره؛ لأنه ليس من عالم البشر بل من عالم الحيوان !

ان هؤلاء اشبه بحفار القبور الذي وصفه السيّاب في واحدة من اهم قصائد شعرنا العربي، فهو يتغذى من الموت وحين لا يموت احد يبقى صائما الى ان يفطر على جثّة !

ان ما يجري الان في عالمنا العربي كوميديا سوداء وملطخة بالدم، فلا دانتي اليجيري في كوميدياه الالهية ولا بلزاك في كوميدياه الارضية ولا جُحا نفسه بلغ خياله الى تُخوم هذا الواقع الذي نتنفس اكاسيده الخانقة على مدار الساعة  .

نشرة اخبار واحدة من اكثر القنوات تواضعا في التقنية والامكانات تكفي للجزم بأن الديستوبيا كما تخيلها اكثر الفلاسفة تشاؤما قد تحققت، فما هو الجحيم ان لم يكن هذا الموت من كل الجهات وهذا النزيف من كل الخاصرات وهذا التشريد الذي لم تتسع له بحار او يابسة !

بقدر ما يتجسد ذلك في اساليب التعامل معها، ولا اتصور ان هناك بشرا استخفوا بمستقبل احفادهم وقالوا ليأت من بعدنا الطوفان كما فعل عرب هذه الاونة الرمادية، فهل لم يعد يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ؟ ام ان الغيبوبة القومية بلغت اقصى درجاتها ؟

ان عنصرا اساسيا من تربوياتنا العربية كما يجزم علماء نفس واجتماع ذوو باع طويل في هذا المجال هو الانانية البلهاء وتغليب الخاص على العام وعدم القدرة على التعامل مع المفاهيم المجردة؛ لأن ثقافة الشخصنة لا تتيح لضحاياها ان يروا أبعد من انوفهم او ظلالهم في احسن الاحوال !

فهل يستدعي كل هذا الدم وهذا الضياع وهذا الانتهاك الذي بلغ ما بعد النخاع قليلا من المبالاة ؟ ام ان ما قاله المتنبي عن الضرب في الموتى تحقق بعد قرون من رحيله ؟؟؟


عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023