ولي العهد يهنئ بذكرى المولد النبوي الشريف وفد من شيوخ ووجهاء غزة يزور المستشفى الميداني الأردني غزة/83 ويثمن جهوده الإنسانية الأمم المتحدة: 40 ألف طفل في غزة يعانون من إصابات نتيجة العدوان انفجار كبير قرب مطار دمشق "التنمية الاجتماعية" : ضبط (847) متسولا ومتسولة في شهر آب الماضي الكابتن عمر الجهماني يكتب: قصة “راكان والقطط الثلاثة” الملك ينشر مقطعًا من قصيدة "المدحة النبوية" حفل تكريم مهيب في مخيم البقعة لأوائل الناجحين من المخيمات الفلسطينية (صور) الضمان لن يوقف صرف رواتب المتقاعدين فوق ثمانين عاما إحباط محاولة لاغتيال بن غفير في الخليل السير لـ " الحقيقة الدولية" : فارق "دقيقة" في مخالفتي اربد سببه فصل شبكة النت الأردن يدين بشدة تصريحات وزير مالية الإحتلال حول ضم الضفة الغربية سموتريتش يهدد بـ"إبادة" السلطة الفلسطينية ويتوعد بضم 82 % من الضفة الغربية الملك وولي العهد يحضران الفعالية الدينية بمناسبة المولد النبوي على هامش منتدى المستقبل 2025.. توقيع اتفاقية لإطلاق منصة الأردن للمعرفة المستقبلية
القسم : مقالات مختاره
الضرب في الميت !!
نشر بتاريخ : 8/1/2017 11:24:11 AM
خيري منصور

خيري منصور

حين أرى بعض الاعلاميين ومنهم مقدّمو برامج ومعلقون يضحكون ملء اشداقهم اتذكر مثلا شعبيا سمعته في طفولتي من احد فلآحي قريتي وأعف عن ذكره؛ لأنه ليس من عالم البشر بل من عالم الحيوان !

ان هؤلاء اشبه بحفار القبور الذي وصفه السيّاب في واحدة من اهم قصائد شعرنا العربي، فهو يتغذى من الموت وحين لا يموت احد يبقى صائما الى ان يفطر على جثّة !

ان ما يجري الان في عالمنا العربي كوميديا سوداء وملطخة بالدم، فلا دانتي اليجيري في كوميدياه الالهية ولا بلزاك في كوميدياه الارضية ولا جُحا نفسه بلغ خياله الى تُخوم هذا الواقع الذي نتنفس اكاسيده الخانقة على مدار الساعة  .

نشرة اخبار واحدة من اكثر القنوات تواضعا في التقنية والامكانات تكفي للجزم بأن الديستوبيا كما تخيلها اكثر الفلاسفة تشاؤما قد تحققت، فما هو الجحيم ان لم يكن هذا الموت من كل الجهات وهذا النزيف من كل الخاصرات وهذا التشريد الذي لم تتسع له بحار او يابسة !

بقدر ما يتجسد ذلك في اساليب التعامل معها، ولا اتصور ان هناك بشرا استخفوا بمستقبل احفادهم وقالوا ليأت من بعدنا الطوفان كما فعل عرب هذه الاونة الرمادية، فهل لم يعد يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ؟ ام ان الغيبوبة القومية بلغت اقصى درجاتها ؟

ان عنصرا اساسيا من تربوياتنا العربية كما يجزم علماء نفس واجتماع ذوو باع طويل في هذا المجال هو الانانية البلهاء وتغليب الخاص على العام وعدم القدرة على التعامل مع المفاهيم المجردة؛ لأن ثقافة الشخصنة لا تتيح لضحاياها ان يروا أبعد من انوفهم او ظلالهم في احسن الاحوال !

فهل يستدعي كل هذا الدم وهذا الضياع وهذا الانتهاك الذي بلغ ما بعد النخاع قليلا من المبالاة ؟ ام ان ما قاله المتنبي عن الضرب في الموتى تحقق بعد قرون من رحيله ؟؟؟


عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025