الديوان الملكي يستضيف ورشات عمل المرحلة الثانية لرؤية التحديث الاقتصادي وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 13- 7- 2025 الجيش السوداني يصد هجوما لقوات الدعم السريع على الفاشر "القسام" تعلن قنص جندي "إسرائيلي" العياصرة من اربد: الأردن يستورد الاحزاب اليمن.. الحوثيون يعلنون سك عملة معدنية جديدة وتداولها ابتداء من الأحد نائب الملك يحضر فعالية "اليوم الأولمبي" في جرش ندوة حوارية حول آفة المخدرات في مديرية شباب جرش أوقاف جرش تطلق ١١٧ مركز صيفي لتحفيض القران الكريم رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى : العمل البلدي هو أمانة وطنية وإنسانية قمة منتظرة.. باريس سان جيرمان وتشيلسي في نهائي تاريخي بمونديال الأندية مفاجأة.. الهلال "المنهك" يتجه لاتخاذ قرار حاسم تجاه السوبر السعودي قائد تشيلسي يتحدى باريس سان جيرمان قبل مواجهتهما في نهائي مونديال الأندية الأمن يوضّح تفاصيل الفيديو الذي ظهر خلاله طفل يتعرّض للضرب القوات المسلحة الاردنية تنشر الفيلم الوثائقي "عيون الصقر"

القسم : مقالات مختاره
أعلام التأزيم !!
نشر بتاريخ : 6/12/2017 12:22:32 PM
خيري منصور



خيري منصور

الاعلام شأن كل نشاط او حراك انساني ليس متجانسا، فمنه المسيّس والمسيّر والمؤدلج والغوبلزي نسبة الى غوبلز وزير الاعلام النازي، وقد يكون الاعلام النزيه او الموضوعي مطلبا عسير المنال في عالم مُتصارع، وكما ان المثقفين تبعا لما يقوله غرامشي يعبرون عن مصالح الفئات والطبقات التي ينتسبون اليها فإن الاعلامي ايضا كذلك، وان كان تعبيره اقرب الى المباشرة بسبب مهنته المرتبطة بالاحداث المتسارعة .

لكن ما اعنيه باعلام التأزيم هو الاعلام الذي لا يطيق البطالة عن الحروب، فإن لم يجدها يسعى الى اختراعها لهذا فهو لا يحلل الازمات او يحاول البحث عن مخارج لانفراجها بدلا من انفجارها بقدر ما يتغذى من الازمات، لأن معجمه سلبي وله نزعة هجائية، وقد ادى فائض الفضائيات في العالم الى فائض ايضا في اعلام التأزيم، لأن البث على مدار الساعة وعلى امتداد الليل والنهار يتطلب مادة لملء الفراغ، وكأن التكرار الممل للكثير من البرامج لا يكفي !

اعلام التأزيم يصاب بالانيميا والذبول اذا لم تكن هناك صراعات دامية، لأن ثقافته ومرجعياته كلها ذات علاقة عضوية بالازمات وليس لديه ما يقوله في الظروف العادية، رغم ان ما يعج به هذا الكوكب من كوارث مناخية واقتصادية إضافة الى مليارات المتسولين والمشردين لا يصلح للمقاربات والمعالجات الساخنة، وقد عرف العرب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي نمطا من هذا الإعلام الذي تحول احيانا الى صراع ديكة تنتف ريش بعضها وتنقر رؤوس بعضها حتى تنزف من الدم اكثر مما تنزف من الحبر !

الاعلام بحكم اشتقاقه اللغوي على الاقل له وظائف اخرى، وقد لا ينتظر الازمات كي يتغذى من نزيفها، لكن عصرنا الذي تراجعت فيه القيم والمفاهيم كلها لصالح السوق اصبح مجالا بالغ الحيوية لتجريب كل الاساليب بلا اية روادع، والحصيلة ركام من الهجاء المتبادل وحمولة من مفردات التخوين والتكفير والهجاء سيعاني منها جيل لا ناقة له ولا بعير في كل ازمات هذا الجيل !

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023