الأردن يشارك في أعمال قمة عربية إسلامية طارئة بقطر لبحث العدوان "الإسرائيلي" النائب فريحات : قوى شد عكسي تسعى لإفشال التحديث السياسي - فيديو وزير الإدارة المحلية يطلع على خطط ومشاريع بلدية جرش الكبرى وفاة عامل وافد بصعقة كهربائية داخل معمل طوب بالأغوار الشمالية مادبا .. وفاة شاب سقط من مرتفع بمنطقة ماعين أمير قطر الشيخ تميم يزور الأردن نهاية الاسبوع الحالي التعادل يحسم قمة الحسين والفيصلي في إربد الصين تفتح تحقيقين بشأن التمييز والإغراق فيما يتعلق بالرقائق الأميركية أرسنال يكرّم وفادة ضيفه نوتنغهام فورست بثلاثية بعشرة لاعبين.. ريال مدريد يخرج من عنق الزجاجة أمام ريال سوسييداد "الخيرية الهاشمية": أكثر من 8664 شاحنة مساعدات مرسلة لقطاع غزة رغم المعيقات الصفدي وفيدان: أهمية قمة الدوحة لبلورة موقف موحد ضد عدوان الإحتلال إحباط محاولة تسلل شخص بعد تطبيق قواعد الاشتباك اندلاع حريق في شاحنة بسحم الكفارات والأهالي يهرعون للمساعدة (فيديو) إتلاف 5 أطنان أجبان فاسدة وإغلاق مصنع غير مرخّص بعمّان
القسم : بوابة الحقيقة
المكاشفة والمصارحة… طريق الأحزاب لاستعادة الثقة
نشر بتاريخ : 9/8/2025 11:26:06 AM
المحامي حسام حسين الخصاونة

إن لم نصارح أنفسنا ونقف أمام الأخطاء والتقصير ونجرؤ على إعادة الضبط والتقييم للمرحلة السابقة فسنبقى ندور في بطء يعيق مسار الإصلاح السياسي فالأحزاب اليوم بأمسّ الحاجة إلى مواجهة الحقيقة بعدما فقد الشعب ثقته بها قبل أن تبدأ فعليًا ومع مرور أكثر من ثلاثة أعوام على قانون الأحزاب الجديد وسنة كاملة على أول انتخابات برلمانية حزبية ظهرت أخطاء واضحة لا بد من الاعتراف بها والعمل على إصلاحها

 

المشكلة لم تكن في القوانين وحدها بل في غياب الممارسة الحزبية العميقة إذ اكتفت بعض الأحزاب بالمقرات والأسماء دون أن تمتلك برامج جادة أو كوادر مؤمنة بالعمل الحزبي وهكذا ظل الاشتباك مع الشارع محدودًا وبقيت القضايا التي تمس حياة المواطن بعيدة عن تبنٍ جاد وحقيقي والمطلوب اليوم إعادة هيكلة الأحزاب من الداخل وتقديم وجوه حزبية مخلصة تحمل مشروعًا وطنيًا هدفه الصالح العام

 

ولا يمكن إغفال أن تزاحم الأحزاب المسجلة اليوم لدى الهيئة المستقلة للانتخاب والبالغ عددها ٣٥ حزبًا يعيق الحركة السياسية فالأحزاب التي تعمل بجدية وتمتلك برامج وأفكارًا واضحة أقل من نصف هذا العدد لكن دائمًا ما يطغى السلبي على الإيجابي فيختفي جهد القلة الجادة وسط ضجيج الكثرة غير الفاعلة

 

لكن في المقابل فإن نجاح التجربة الحزبية لا يتوقف على الأحزاب وحدها فالمواطن أيضًا شريك أساسي فالأحزاب في بداياتها لا تملك عصا سحرية لحل جميع المشكلات الوطنية أو النهوض الفوري بالاقتصاد فالواقع صعب جدًا ديون متراكمة وبطالة وفساد وترهل إداري يحتاج إلى عمل طويل وصبر وتكاتف من الجميع ولا يمكن إغفال أن الإقليم الملتهب وعدم الاستقرار المحيط بالأردن إضافة إلى انعكاسات الوضع في فلسطين كلها عوامل ضاغطة تترك أثرها المباشر على الداخل الأردني وتزيد من صعوبة التحديات

 

إن الإصلاح السياسي لا يكتمل إلا بمصارحة صريحة وبإيمان مشترك بين الدولة والأحزاب والمجتمع بأن النجاح يتطلب عملًا تراكميًا طويل الأمد وعندها فقط يمكن أن يتحول البرلمان الحزبي إلى رافعة سياسية حقيقية ويستعيد المواطن ثقته بأن الأحزاب ليست عبئًا على الدولة بل شريكًا في بنائها وصون مستقبلها

صفحات اقسام المقالات
كتاب الحقيقة مقالات مختارة
صفحة الكاتب
المزيد من مقالات الكاتب
المحامي حسام حسين الخصاونة
آخر المقالات المضافة
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025