في لحظة سياسية مفصلية تتوالى قرارات الدول الكبرى بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في مشهد يعكس تحولًا عالميًا مدفوعًا برؤية واضحة وموقف ثابت قاده جلالة الملك عبد الله الثاني بحنكة القائد وعدالة القضية
منذ بداية العدوان لم يتوقف جلالة الملك عن التحرك الدبلوماسي والسياسي المكثف حاملاً صوت فلسطين في كل عاصمة ومؤتمر ومحفل دولي مؤكدًا أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية
لقد كان الملك كعادته أول المبادرين للتحرك بخطاب متماسك وموقف لا يعرف التراجع مدعومًا بإرث هاشمي تاريخي في الدفاع عن القدس والمقدسات وبوصاية شرعية لم تتخل يومًا عن واجبها الديني والقومي
هذا التحول في الموقف الدولي لم يكن وليد اللحظة بل جاء نتيجة جهد طويل الأمد وجولات مكوكية قادها جلالة الملك على مدى سنوات رسخ خلالها صورة الأردن كدولة موقف وكرس نفسه كأحد أبرز المدافعين عن العدالة في العالم
إن ما نشهده اليوم هو انتصار سياسي وأخلاقي ليس لفلسطين وحدها بل للأردن أيضًا وللنهج الهاشمي الذي يثبت مجددًا أنه الأكثر اتزانًا والتزامًا بالقضية المركزية للأمة