العيسوي: التحديث خيار وطني ثابت ومواقف الملك صلبة في الدفاع عن قضايا الأمة الشرع: سوريا لا تقبل القسمة والالتزام باتفاق 1974 ثابت رغم الاعتداءات "الإسرائيلية" فوز السلط على الأهلي بدوري المحترفين الرئيس السوري يستقبل قائد القيادة المركزية الأميركية في دمشق المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تسلل بواسطة مسيّرة وزير المياه : سدود الأردن فارغة أمانة عمّان تطلق حملة "عمّان حلوة" لتعزيز النظافة والمظهر الحضاري للمدينة الأردن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يؤيد "إعلان نيويورك" حول تنفيذ حل الدولتين الحملة الأردنية: توزيع ألف كيس طحين شمال وجنوب غزة الناتو يطلق عملية "الحارس الشرقي" لتعزيز دفاعاته بعد انتهاك المجال الجوي البولندي 113.08 مليون دولار صادرات "صناعة إربد" الشهر الماضي هيئة الاتصالات: اتفاق مع "روبلوكس" لإزالة غرف الدردشة والمحتوى المسيء في الأردن مناورات روسية بيلاروسية وقلق غربي متصاعد الفلسطينيون يرفضون أوامر جيش الاحتلال بالنزوح من شمال ومدينة غزة نحو الجنوب ترامب يلوّح لبوتين: صبرنا أوشك على الانتهاء
القسم : مقالات مختاره
ضربات جزاء حقيقية..
نشر بتاريخ : 4/10/2017 12:33:58 PM
احمد حسن الزعبي

احمد حسن الزعبي

مرة واحدة حاولت اصطحاب أحد أبنائي إلى مباراة رياضية ،ثم اعتزلت بعدها المتابعة الحيّة والحضور الشخصي وحتى النقل التلفزيوني ..فمجرّد أن عاد الولد من الملعب صار يسألني عن «الطحاويش البشرية» وذوات الأرحام التي سمعها في الملعب وجميعها من الزنّار فما دون فلم أجد إجابة للطفل سوى أنها بمعنى «تبّاً..و ويحك..وأحيانا ذكر محاسن الأمهات والشقيقات»...ومنذ ذلك التاريخ أشجع رياضة السكواش ففط، على الأقل أقصى ما يقوله جمهورها «وااااو»..

عند كل إعلان عن مباراة للفيصلي والوحدات أضع يدي على قلبي ، لا خوفاً من الشغب المادي أو التكسير أو المشاجرات فهذه تعوّدنا عليها ...وإنما من الشرخ الجديد التي ستحدثه التسعون دقيقة وكم سيرتفع منسوب البغضاء لدينا هذه المرّة... وكلما انتهت المباراة سألت أحد المهتّمين عن طبيعة ما هتف به الجمهور من باب الفضول ، وفي كل مرّة أتمنّى لو بقيت الشتائم على «الطحاويش البشرية» فقط..إذ انها أصابتنا من الزنار وفوق هذه المرة ..لا بل من ربطة العنق فما فوق..والمضحك والمبكي أن كلا الطرفين المتفاخرين مثل تلك الصلعاء التي تتباهى بجدائل جارتها..فلا الحسب سوف يضاعف راتبك آخر الشهر ولا (النسب) سيسدد أقساطك الجامعية ويضع المصروف اليومي في أيادي أبنائك ..

كلا الطرفين ينفخ بالكبر والتعالي والتحدّي وشوفة الحال...وكلا الطرفين يعاني من البطالة ، وقلة المال ، والفقر الملّون ، وإيجار البيت المكسور منذ شهور ، والكمبيالات المؤجلة ،وقروض البنك، والخوف من التنفيذ القضائي ..

على ماذا نتفاخر ونحن في «الهوا سوا» ؟ نعاني نفس المديونية ، ويتناوب علينا نفس الفاسدين ، وندفع الضرائب مضاعفة ، فلا الأصل يشطب مديونيتنا من صندوق النقد الدولي ، ولا (النسب) يضاعف من دخل الفرد..

يحق لنا أن نتفاخر عندما ننشغل في زيادة إنتاجية بلدنا، عندما نسخّن أذرعنا الباردة بالعمل والكد ، أن نستخرج رغيف خبزنا من قلب صخرنا، يحق لنا ان نتفاخر عندما نقف بوجه كل من يريد أن يقترب من هذا الوطن أو أن يمسه...يحق لنا أن نتفاخر عندما نغار من شاب باكستاني نشيط يقوم بزراعة جلّ أرض حوران بالخضروات من بطاطا وبندورة وفلفل وملفوف وغيرها و يشغل أردنيين وجامعيين عنده ،لديه مئات المزارعين ، وصار يملك آبار ماء ليروي مزروعاته، ويصدر ويتحكّم في السوق بعد ان بقيت أرضنا بوراً لعقود طويلة..

يحق لنا أن نتفاخر عندما لا ننتظر باخرة الطحين حتى تصل العقبة لتطعمنا خبزاً..ضاع العمر وإحنا (كراسي البلد وخوال الولد)....ضاع العمر»فيصلي ..وحدات»..ضاع العمر تسحيج وتصفير و»فاولات»!!...وما وعينا للآن أن كل ما يجري لنا من تراجع..هو «َضربات جزاء» حقيقية!!

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025