وزارة الداخلية: الإفراج عن عن 15 شخصا من موقفي اعتصامات الرابية ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34049 شهيدا و76901 مصاب منذ 7 أكتوبر بدء العمل بالتوقيت الصيفي في فلسطين استشهاد ٣ فلسطينيين خلال اقتحام الاحتلال لطولكرم لماذا لم يشمل العفو العام غرامات المسقفات والابنية والمهن؟ صناعة الأردن: الدعم الملكي يدفع بقطاع المحيكات نحو المزيد من الاستثمارات مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم أبو السمن يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري الصفدي لـ CNN: نتنياهو "أكثر المستفيدين" من التصعيد الأخير في الشرق الأوسط يوفنتوس يتحرك لتدمير مخطط روما يجوّع ابنه الرضيع حتى الموت لتعزيز الصحة الروحية مايكروسوفت تطلق أوفيس 2024 للشركات بإصدار تجريبي لسبب غريب.. مزارع يقتل 3000 خروف بالرصاص عدة زلازل تهز تركيا.. عالم جيولوجي يتوقع المزيد والإعلام يرفض "الترويع"

القسم : مقالات مختاره
تهريب الكفاءات
نشر بتاريخ : 10/31/2017 6:44:56 PM
احمد حسن الزعبي

احمد حسن الزعبي 

من المفارقات المضحكة في وطني ،انه كلما (حاولنا رقعها من جهة فلتت من جهة أخرى) ، ففي الوقت الذي يعزف فيه الجميع على مقطوعة «التهرّب الضريبي» وضرورة التصدّي له وإيجاد قوانين جديدة وفاعلة ، تجري الآن عملية «تهريب» رسمي لكفاءات دائرة ضريبة الدخل والمبيعات إلى دول خليجية وبرواتب مغرية على مسمع ومرأى ودراية المسؤولين ..

من المعلوم أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ستباشران تطبيق نظام ضريبة المبيعات هناك منذ بداية العام المقبل ، ولن تجدا أفضل من الكوادر الأردنية أمانة وخبرة وعلماً في تأسيس وتطبيق النظام الضريبي كما في كل القطاعات، لذا بدأت فرق التعاقدات من الدولتين تجري مقابلات على قدم وساق مع الشباب الأردني الأمر الذي سيفرغ الدائرة من خيرة الشباب المهنيين والأمناء والمدربين بحثاً عن فرص أفضل وامتيازات أكبر.

قد يقول قائل وما المشكلة في ذلك ،هذه التعاقدات ستخلق حراكاً وظيفياً في الدولة وهذا ما نسعى إليه ، بالتأكيد هذا ما نسعى اليه جميعا لكن الاختلاف يبقى لماذا لا تفكر الحكومة بتحسين الظروف المالية والعملية لموظفي هذه الدائرة (المميزين منها) لتقلل من إغراءات الهجرة قليلاً، لماذا لا تقوم بتدريب «صف ثان» من هذه الكفاءات تكون قادرة على حمل المسؤولية في اللحظة التي تغادر بها كفاءات الصف الأول بحثاً عن امتيازات أفضل ورواتب أعلى ..

مفارقة مضحكة أخرى ، بأن أكثر دائرة حكومية تقوم بتحصيل الأموال للدولة (ضريبة الدخل والمبيعات) والتي تعد «الكاش مشين» للخزينة هي أفقر دائرة حكومية ممكن ان تزورها ، فعند دخولك إلى أي من مكاتب الدائرة تحس انك في سوق أثاث مستعمل؛ كراسٍٍ مكسّرة ، طاولات مقشّرة ، خزائن مخلوعة الأبواب وموظفون يعانون من ظروف وظيفية غير مشجّعة ، فمثلاً المقدّر الضريبي يستخدم سيارته الخاصة في جولات التقدير الضريبي .. والموظفون من مناطق خارج عمان لا يوجد لديهم حافلات تقلّهم ولو «باشتراك شهري» إلى مراكز عملهم أسوة بموظفي الجمارك وغيرهم من القطاعات «المقرشة»..

فهل سيتم الحفاظ على الكفاءات التي تتبخّر يوماً بعد يوم بحثاً عن دخل أفضل ومعيشة أسهل وأقل الأيمان الجلوس على كراسٍ خالية من المسامير؟؟..

وغطيني يا كرمة العلي

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023